هيئة تقويم التعليم والتدريب.. رحلة تحول نحو نموذج سعودي عالي الأثر في جودة التعليم والتدريب
الرياض-واس:
حققت هيئة تقويم التعليم والتدريب إنجازات متتالية بفضل الدعم والاهتمام الكبير من القيادة الرشيدة؛ وهو ما انعكس على تميزها وبرامجها ومشاريعها التي تطورت لتحقيق الأهداف الوطنية وقيادة رحلة التحول نحو نموذج سعودي عالي الأثر في جودة التعليم والتدريب، رائد عالميًا، ومساهم في تحقيق التنمية الوطنية والنمو الاقتصادي.
ونوه معالي رئيس مجلس إدارة الهيئة الدكتور خالد بن عبدالله السبتي, أن ما تحقق من نهضة ومشاريع تنموية كبيرة شملت مختلف القطاعات، ومنها قطاع التعليم والتدريب الذي يحظى باهتمام كبير من القيادة الرشيدة, انعكس بتوفيق الله على تميز خطة هيئة تقويم التعليم والتدريب الإستراتيجية وبرامجها ومشاريعها كذلك على إطلاق العديد من البرامج والمبادرات لضمان وضبط جودة التعليم والتدريب تطلق لأول مرة في تاريخ التعليم في المملكة.
وأشار إلى ما تطرق له مجلس الوزراء بشأن اختيار منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية, هيئة تقويم التعليم والتدريب في المملكة أول جهة تعليمية في العالم توثق تجربتها المنظمة وتنقلها لأكثر من (80) دولة من الدول الأعضاء في المنظمة والدول الشريكة لها، بصفتها أنموذجًا من النماذج العالمية الجديرة بالإبراز والاطلاع لبقية دول العالم، وبعد حصول الهيئة على العضوية الكاملة في اتفاقية سيئول للبرامج الأكاديمية الجامعية في الحاسب الآلي وتقنية المعلومات، بوصفها أول جهة اعتماد عربية وفي الشرق الأوسط؛ وهو ما يترجم تقدير المنظمات الدولية المعتبرة في المجال، وثقتها في تجربة الهيئة وريادتها عالميا.
وأفاد معاليه بأن الهيئة -وبدعم من القيادة الرشيدة- قد حققت في التعليم العام تحولًا كبيرًا في التقييم والقياس سواء على مستوى المدارس أو على مستوى الطلبة أو المعلمين أو أولياء الأمور؛ إذ أطلقت برامج عديدة لتشخيص حالة التعليم والتدريب على مستويات عديدة بناءً على بيانات تقويمية ضخمة من خلال تقييم المكونات الرئيسية لجميع المدارس بهدف تحسين جودة الأداء التعليمي بمختلف جوانبه، وتجويد مخرجاته، وتعزيز قدرات المدرسة على التطوير والتحسين.
ولفت النظر إلى أن الهيئة أطلقت بالتكامل مع وزارة التعليم البرنامج الوطني للتقويم المدرسي، بهدف قياس وتحسين جودة الأداء المدرسي، الذي يطبق لأول مرة في تاريخ التعليم بالمملكة لجميع مدارس المملكة (أكثر من 24 ألف مدرسة)، وقد بلغت نسبة المدارس الحكومية والأهلية والعالمية التي استكملت إجراءات التقويم الذاتي 100%، بينما بلغت نسبة مدارس المملكة التي استكملت تقويمها الخارجي 52% (بما يزيد عن 12.500 مدرسة)، كما انطلقت الهيئة في اعتماد المدارس الأهلية وإصدار تقارير التقويم المدرسي، وتوفير لوحات بيانات عن جودة الأداء المدرسي على مستوى المدارس والمكاتب وإدارات التعليم، وعلى المستوى الوطني، كما تعمل الهيئة على تصنيف المدارس، وإتاحة تقارير الأداء لأصحاب المصلحة بالإضافة إلى مشاريع وبرامج عديدة.
وبين الدكتور السبتي أنه فيما يخص الطلبة نفذت الهيئة الاختبارات الوطنية الشاملة “نافس”؛ لقياس الأداء التحصيلي لطلبة التعليم العام في جميع مدارس المملكة الابتدائية والمتوسطة وذلك لأول مرة في تاريخ التعليم بالمملكة في مجالات القراءة والرياضيات والعلوم.
أما المعلمون فقد نفذت الهيئة البرنامج الوطني للترخيص المهني للمعلمين بهدف ضمان وضبط جودة الممارسة المهنية التعليمية، وقد شهد ذلك تحقيق قفزات في أعداد الحاصلين على الرخصة المهنية من 12.607 حاصلين على الرخصة بنهاية 2020م، ليصل عددهم إلى أكثر من 513 ألفًا حتى دورة 2024.
وأوضح معاليه أن الهيئة قد حققت على مستوى التعليم الجامعي قفزات كبيرة في أعداد الاتفاقيات والاعتمادات المؤسسية والبرامجية للتعليم الجامعي (متوسط المعدل السنوي للاعتمادات بعد عام 2021م يزيد 8 أضعاف للاعتمادات المكتملة، و19 ضعفًا لاتفاقيات طلب الاعتماد، وذلك بالمقارنة بما سبق ذلك من أعوام).
وأشار إلى أن الهيئة أطلقت كذلك عدة مبادرات للمرة الأولى، أبرزها برنامج “جاهزية” لضمان جودة مخرجات الجامعات ولرفع جاهزيتهم لسوق العمل، ويرتكز هذا البرنامج على معايير أكاديمية تخصصية لـ 66 تخصصًا أكاديميًّا شارك مع الهيئة في وضعها أكثر من 60 جهة حكومية وخاصة؛ لضمان مواءمة تلك المعايير مع متطلبات سوق العمل، وتبع ذلك تطبيق الهيئة لاختبارات جاهزية على الخريجين في تلك التخصصات لضبط الجودة وقياس مستوى التحصيل المهاري والمعرفي لهم بناء على المعايير التخصصية للتخصصات التي يدرسونها, وقد طبقت اختبارات جاهزية هذا العام في 24 تخصصًا تدرس في أكثر من 450 برنامج بكالوريوس في 50 جامعة وكلية سعودية. وبناء على نتائج تلك الاختبارات، فقد أُصدرت بطاقات أداء أكاديمي للجامعات تشمل أداء طلبتها في كل تخصص.
وأضاف: “كما أطلقت الهيئة مبادرة التصنيف السعودي العالمي لمؤسسات التعليم العالي لتعزيز التميز وتحفيز التنافس الإيجابي وعلى مستوى التدريب التقني والمهني تحققت قفزات في إعداد الاتفاقيات والاعتمادات المؤسسية للمنشآت التدريبية بما يمثل 17 ضعفًا مقارنة بالاعتمادات قبل 2021م.
وعلى مستوى المقاييس والاختبارات أبان الدكتور السبتي, أن عدد المختبرين لدى الهيئة زاد إلى أكثر من 5 ملايين مختبر في عام 2023 بزيادة 163% عن 2020، وقفز عدد الاختبارات والمقاييس التي طورتها الهيئة إلى 213 مقياسًا في عام 2023م بزيادة 111%، وتستمر رحلة التحول نحو نموذج سعودي عالي الأثر في جودة التعليم والتدريب، رائد عالميًا، ومساهم في تحقيق التنمية الوطنية والنمو الاقتصادي بكل عزيمة وإصرار.