مقالات

طريق الملك فهد ” الطاسة ضايعة “

بقلم – محمد البكر:

صباح اليوم قررت زيارة سوق السمك المركزي بالدمام . فاليوم جمعة ومن عادة أهل الشرقية كل جمعة أن يكون الغداء “أكلات بحرية” . ولمن يسأل ولماذا تذهب لسوق الدمام وأنت في الخبر . أجيبه بأن الأمانة وقبل تحول مسؤولية أسواق النفع العام ، قررت إخلاء سوق الخضار في الخبر ، وطرحت أرضه الكبيرة جداً لمستثمر يطورها دون أن يكون من ضمن تطويرها أي علاقة باللحوم والأسماك والخضار والفواكه ، ودون مراعاة أن عدد أحياء الخبر تجاوزت الثلاثين حياً يقطنها ما يقارب نصف المليون من البشر .

المهم بعد خروجنا من سوق الدمام فوجئنا بوقوف سيارتين في مخرج المواقف . فاختلط الحابل بالنابل وتعالت أبواق السيارات وصيحات السائقين العالقين داخل المواقف . فتبرعت مع شخص آخر لمحاولة إيجاد ثغرة يمكن من خلالها خروج سياراتنا . أحدهم قال: اتصلوا على المرور وآخر اتصلوا على 911 مع أنه يمكن لمن قدم تلك النصائح أن يتصل هو ما دام جالساً في سيارته . وبعد نصف ساعة تمكنا من فتح ثغرة فخرجنا من عنق الزجاجة .

قلت لنفسي: ما دام أن اليوم جمعة والأعمال والمدارس في إجازة ، فإن الخيار الأفضل هو أن أسلك طريق الملك فهد الذي يربط الدمام بالخبر . ونسيت أن اثنين من الزملاء من رواد ديوانية الخميس تأخرا ليلة البارحة وعندما وصلا شرحا لنا معاناتهما من التحويلات والإغلاقات في طريق الملك فهد . وما أن وصلت لإسكان الدمام إلا وقد بدأت معاناة كل العابرين باتجاه الخبر .

قبل أسبوع كتبت مقالاً عن ضرورة إلزام مقاولي الطرق بأن يكون عملهم في النقاط الحرجة والطرق الشريانية على مدار الساعة . ولكن يبدو أن المعنيين لا يريدون أي اقتراحات ، ولا يهمهم معاناة الناس في تنقلاتهم . ولهذا طبقوا المثل ” عمك أصمخ ” . وهذا ما حدث بالفعل . لقد تم إغلاق جمبع الفتحات التي تسمح بالانتقال من الطريق المحلي للطريق السريع . والنتيجة امتداد طابور السيارات أمام إشارات لعدة كيلومترات ( إشارة الميناء ثم إشارة تقاطع الملك فهد مع طريق الملك سعود ، وبعدها إشارة الصالات الرياضية ، ثم إشارة التقاطع مع طريق الأمير سلطان ) . وبدلاً من قطع هذه المسافة في الوضع الطبيعي خلال ربع ساعة ، احتجنا إلى ساعة ونصف للوصول للخبر ، رغم أننا في صباح الجمعة وليس في الفترة المسائية التي لا يمكن توقع الزمن المطلوب .

ربما يخرج علينا أحد المسؤولين ليقول: إن الطريق بحاجة إلى صيانة وإن الإغلاقات مبررة . ونحن لم ولن نختلف معه في ذلك بشرط أن يكون هناك مقاول يقوم بالعمل على مدار الساعة . فحينها لا يمكن فتح الطريق السريع . لكن المصيبة هو أنه لا يوجد عامل واحد يعمل حتى لو في فترة واحدة .

ولإبراء الذمة وجدت سيارة ” فان ” واقفة في الطريق السريع وفيها خمسة عمال ينقلون صناديق صغيرة فتوقفت وصورتهم . وقبل أن أحرك سيارتي صاح أحدهم: “ما لك يا عم”، وكان من إحدى الدول العربية المجاورة والتي اشتهرت عمالتها بالعمل في أي تخصص كان .

الوضع في هذا الطريق لا يطاق، ونحن على مشارف احتفالاتنا باليوم الوطني الذي يشهد حركة مرورية كبيرة . فماذا عسى مسؤولو تلك الجهات أن يعملوا لحل هذه المشكلة قبل أن تتوقف حركة السير بشكل كامل جراء الضغط المروري المتوقع؟ !! ولكم تحياتي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى