محققون فرنسيون يعلنون ان الطائرة المصرية ارسلت سلسلة انذارات بوجود دخان
جدة-سويفت نيوز:
أعلن محققون فرنسيون امس، إن طائرة الركاب المصرية التي سقطت في البحر المتوسط الخميس الماضي، أرسلت سلسلة إنذارات تفيد برصد دخان على متنها قبل قليل من اختفائها من على شاشات الرادار.
وقال متحدث باسم هيئة سلامة الطيران الفرنسية إن الإشارات لا تفسر سبب انبعاث الدخان أو نشوب حريق في طائرة شركة «مصر للطيران» التي سقطت في البحر وعلى متنها 66 شخصاً أثناء رحلتها من باريس إلى القاهرة. لكن الإشارات توفر معلومات أولية عما حدث في اللحظات التي سبقت التحطم.
وأفاد مصدر في مجال الطيران أن نشوب حريق على متن الطائرة يؤدي على الأرجح إلى إرسال إشارات تحذيرية كثيرة، إلا أن وقوع انفجار مفاجئ قد لا يؤدي إلى إرسال أي إشارة، وذلك على الرغم من أن المسؤولين لم يستبعدوا أي سيناريو بما في ذلك وقوع انفجار.
واعلنت مصر إن قواتها البحرية عثرت على أشلاء وحطام ومتعلقات شخصية للركاب طافية فوق سطح البحر على بعد 290 كيلومترا شمال مدينة الإسكندرية.
ونشر المتحدث العسكري امس، عبر صفحته الرسمية على موقع «فايسبوك» صوراً للقطع التي تم انتشالها وتشمل حطاماً أزرق عليه اسم شركة «مصر للطيران» وقماشاً من أحد المقاعد وسترة نجاة صفراء اللون.
وسوف يكون تحليل الحطام وانتشال الصندوقين الأسودين ضروريين لتحديد سبب الحادث. وقال المتحدث باسم هيئة سلامة الطيران الفرنسية التي تساعد تحقيقاً مصرياً رسمياً في الحادث «هذه الرسائل لا تسمح بأي شكل بالقول ما الذي يمكن أن يكون تسبب في انبعاث دخان أو نشوب حريق على متن الطائرة». وأضاف أن الأولوية الآن هي العثور على جهازي تسجيلات رحلة الطائرة ويشملان تسجيل الصوت في قمرة القيادة وبيانات رحلة الطائرة أيرباص ايه 320.
وقال خبير غربي على دراية بالتقديرات البحرية إنه يعتقد أن الطائرة سقطت في جزء عميق من مياه البحر المتوسط يتراوح عمقه بين 2000 و3000 متر.
وقال وزير الطيران المدني المصري شريف فتحي للصحافيين إن هناك تحدياً إضافياً يواجه عمليات البحث عن الصندوقين الأسودين هو عمق المياه في منطقة سقوط الطائرة، مشيراً إلى أنه يعتقد أن عمق المياه في هذه المنطقة يصل إلى 3000 متر.
وأعلنت شركة «مصر للطيران» في بيان إن مسؤوليها اجتمعوا مع بعض أفراد أسر الضحايا وأبلغوهم أن عملية جمع الأشلاء والمعلومات عن الحادث ستستغرق وقتاً. وأضافت أن اختبارات الحمض النووي ستستغرق أسابيع.
وأرسلت بيانات الرحلة من خلال نظام يعمل تلقائياً يسمى نظام إبلاغ وتوصيل اتصالات الطائرة (أكارس) الذي يرسل بشكل روتيني بيانات الصيانة والأعطال إلى شركة الطيران التي تشغل الطائرة.
ونشر موقع الطيران (أفييشن هيرالد) سبع إشارات مفاجئة صدرت عن الطائرة في غضون ثلاث دقائق. وشملت الإشارات تحذيرات من دخان في المرحاض وكذلك في أجهزة توجيه الطائرة الموجودة أسفل قمرة القيادة.
وقال خبيران في مجال سلامة النقل الجوي إن الإشارات تعني إمكانية نشوب حريق، لكن التتابع القصير نسبياً للبيانات لا يقدم دليلاً على جهود بذلها الطيار للسيطرة على الطائرة كما لا يبين ما إذا كانت الطائرة سقطت كتلة واحدة أم تحطمت في الجو.
وقال خبير سلامة الطيران ديفيد ليرمونت «المسألة الآن هي ما إذا كانت النار التي تسببت في الدخان ناتجة عن عطل كهربي (ماس كهربي على سبيل المثال تسبب فيه تلف أسلاك) أو ما إذا كان شكلاً ما من المتفجرات أو جهاز إشعال استخدم من قبل إرهابي لإشعال حريق أو ضرر آخر». وكتب ليرمونت في مدونة أن بيانات أكارس تشير إلى أن الحريق انتشر بسرعة «يمكن أن تفسر حقيقة أنه لم تكن هناك إشارة استغاثة«.
وأعلن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت للصحافيين بعد لقائه أسر الضحايا الفرنسيين إنه «في اللحظة الحالية تحديدا كل السيناريوات قيد الفحص وليس هناك تركيز على أحدها». وأضاف «البحث عن الطائرة أولوية وسوف يساعد العثور على الصندوقين الأسودين على إجابة الأسئلة المشروعة التي يثيرها (أقارب الضحايا).
وأرسلت فرنسا طائرة وسفينة حربية للمساعدة في البحث عن الطائرة، كما أوفدت ثلاثة ممثلين لهيئة سلامة الطيران بجانب خبير فني من شركة «أيرباص» إلى القاهرة للمساعدة في التحقيق.
وتمشط القوات البحرية المصرية بمساعدة سفن فرنسية وغيرها منطقة شمال الإسكندرية إلى الجنوب من مكان فقدان الاتصال بالطائرة.
وقال رئيس شركة «مصر للطيران» صفوت مسلم للتلفزيون الرسمي إن البحث عن حطام الطائرة يجري في نطاق 40 ميلا بحريا، وقد يزيد نطاق البحث إذا لزم الأمر.
ويعادل هذا النطاق منطقة مساحتها 5000 ميل مربع (17000 كيلومتر مربع).
وأفادت وكالة الفضاء الأوروبية أن قمراً صناعياً أوروبياً رصد بقعة نفط في البحر المتوسط على بعد نحو 40 كيلومترا جنوب شرقي آخر موقع رصدت فيه الطائرة قبل اختفائها.