تكنولوجيا الطائرات من دون طيار “الدرون” آفاق جديدة للفرص والإبتكارات في السعودية
بقلم – ربيع بو راشد :
المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة فيدز للحلول المعتمدة على الدرون
بينما تواصل المملكة العربية السعودية مسيرتها نحو تحقيق رؤية 2030 الطموحة، تكتسب تكنولوجيا الطائرات من دون طيار أهمية متزايدة كعنصر أساسي في تحقيق أهداف الاستدامة، وتجديد الصناعات، وتحسين الكفاءة التشغيلية في جميع أنحاء البلاد. إن التزام الحكومة السعودية بتبني التكنولوجيا، إلى جانب الاستثمارات الاستراتيجية، يعزز من تكامل الطائرات من دون طيار في مختلف القطاعات، ويفتح آفاقاً جديدة مليئة بالفرص والابتكارات.
وتشهد المملكة العربية السعودية حالياً تزايداً ملحوظاً في استخدام الطائرات من دون طيار، بفضل الدعم التنظيمي القوي والطلب المتزايد من مختلف الصناعات. وفقاً لتقرير صادر عن MarketsandMarkets، من المتوقع أن يصل سوق الطائرات من دون طيار في الشرق الأوسط إلى 5.54 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2025، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 19.7%. يعزى هذا النمو بشكل كبير إلى المملكة العربية السعودية، حيث تستفيد قطاعات مثل البناء والنفط والغاز والزراعة والخدمات اللوجستية من تكنولوجيا الطائرات من دون طيار لتحسين الكفاءة وتقليل التكاليف.
البناء والبنية التحتية
تُحدث الطائرات من دون طيار تحولاً كبيراً في قطاع البناء عبر تحسين إدارة المشاريع وفحص المواقع. يُعد سوق البناء في السعودية من أبرز الأسواق في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث يُقدّر حجمه بنحو 70.33 مليار دولار أمريكي في عام 2024، ومن المتوقع أن يرتفع إلى 91.36 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2029. توفر تكنولوجيا الطائرات من دون طيار مزايا ملموسة، بما في ذلك تحسين مراقبة المواقع، وتطوير عمليات المسح والاستطلاع، وتعزيز تتبع تقدم المشاريع. بفضل الكاميرات عالية الدقة وأنظمة ليدار، تقدم الطائرات خرائط ونماذج ثلاثية الأبعاد دقيقة، مما يسهم في تقليص مدة المشاريع وتقليل التكاليف. في شركة “فيدز”، نستخدم الطائرات من دون طيار لفحص المواقع المعقدة بدقة، مما يعزز كفاءة المشاريع وسلامتها بشكل ملحوظ.
النفط والغاز
يُعتبر قطاع النفط والغاز، ركيزة الاقتصاد السعودي، من أبرز المستفيدين من تكنولوجيا الطائرات من دون طيار في مجالات الفحص والمراقبة والصيانة. حسب تقرير صادر عن “برايس ووتر هاوس كوبرز”، يمكن للطائرات من دون طيار أن تخفض تكاليف الفحص بنسبة تصل إلى 85% وتعزز الأمان من خلال تقليل الحاجة للتدخل البشري في البيئات الخطرة. توفر الطائرات من دون طيار حلاً فعالاً لفحص مشاعل الغاز، ومراقبة خطوط الأنابيب، والكشف عن التسربات، مما يضمن استمرارية العمليات ويعزز سلامتها.
الزراعة
يشهد قطاع الزراعة في السعودية تطوراً بارزاً بفضل استخدام تكنولوجيا الطائرات من دون طيار في الزراعة الدقيقة. الطائرات المزودة بأجهزة استشعار متعددة الطيف وكاميرات متقدمة تعزز من مراقبة صحة المحاصيل، وتحسين أنظمة الري، وإدارة الآفات بشكل أكثر فعالية. تشير دراسة من AgFunder إلى أن استخدام تكنولوجيا الطائرات من دون طيار يمكن أن يرفع إنتاجية المحاصيل بنسبة تصل إلى 15% ويخفض تكاليف المدخلات بنسبة 20%، مما يقدم قيمة مضافة كبيرة للمزارعين في السعودية. في شركة ‘فيدز’، نلاحظ كيف تساهم الطائرات من دون طيار في تحديث أساليب الزراعة بفضل البيانات الدقيقة التي توفرها، مما يعزز من فعالية إدارة المحاصيل.
اللوجستيات والتوصيل
تُحدث الطائرات من دون طيار نقلة نوعية في مجال اللوجستيات، من خلال تحسين كفاءة توصيل الطلبات إلى المرحلة الأخيرة وإدارة المخزون بطرق أكثر فعالية. على سبيل المثال، تقوم مؤسسة البريد السعودي حالياً بتجربة مشاريع توصيل باستخدام الطائرات من دون طيار لتعزيز الكفاءة وتقليل أوقات التسليم. ووفقاً لتقرير صادر عن Allied Market Research، يُتوقع أن يصل حجم سوق اللوجستيات للطائرات من دون طيار إلى 29.06 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2027، مع رؤية السعودية كمركز رئيسي في تبني هذه التكنولوجيا لخدماتها التجارية والعامة. في شركة ‘فيدز’، نسعى لأن نكون الرواد في تقديم خدمات التوصيل بالطائرات من دون طيار في الإمارات، ونتطلع لتوسيع هذه الخدمات لتشمل المملكة قريباً.
تعزيز الابتكار
تشهد السعودية تطوراً ملحوظاً في إطارها التنظيمي لدعم التكامل الآمن والفعال للطائرات من دون طيار. وقد وضعت الهيئة العامة للطيران المدني مجموعة من اللوائح الشاملة التي تنظم استخدام الطائرات من دون طيار، مع التركيز على السلامة والأمن وحماية الخصوصية. تتضمن مبادرات الهيئة إصدار تصاريح لمشغلي الطائرات وتحديد مناطق الطيران المخصصة، مما يساهم في تعزيز الابتكار مع ضمان سلامة الجمهور.
تكامل المدن الذكية
ستكون الطائرات من دون طيار جزءاً أساسياً من مبادرات المدن الذكية في السعودية، وخاصة في مشروع “نيوم”، الذي يجسد رؤية المملكة المستقبلية. ستؤدي الطائرات دوراً حيوياً في تطوير البنية التحتية، وإدارة حركة المرور، والمراقبة البيئية، وتعزيز السلامة العامة. إن دمج هذه التقنية في المدن الذكية سيُحسن من جودة الحياة الحضرية ويساعد بشكل فعال في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
المراقبة البيئية
تضع المملكة العربية السعودية الاستدامة البيئية في مقدمة أولوياتها، ويأتي استخدام الطائرات من دون طيار كأداة رئيسية في هذا المجال. تُستخدم هذه التقنية بشكل متزايد في مراقبة البيئة، من خلال تقييم جودة الهواء، وحماية الحياة البرية، وإدارة الموارد الطبيعية. تتيح البيانات التي توفرها الطائرات من دون طيار اتخاذ قرارات مدروسة لحماية البيئة والحفاظ على مواردها، بما يتماشى مع أهداف المملكة في تعزيز الاستدامة.
المبادرات التعليمية والبحثية
تعمل المملكة العربية السعودية على تعزيز التعليم والبحث العلمي لبناء منظومة متكاملة لتكنولوجيا الطائرات من دون طيار. تقدم الجامعات والمؤسسات البحثية برامج متخصصة تهدف إلى تأهيل الكوادر الشابة وتمكينها من الريادة في هذا المجال. كما تساهم المبادرات البحثية التعاونية بين الجامعات والقطاعات الصناعية والجهات الحكومية في رفع مستوى الابتكار وتسريع وتيرة التقدم التكنولوجي.
مواكبة مستقبل الطائرات من دون طيار
في إطار سعي المملكة العربية السعودية لتحقيق رؤية 2030، ستلعب تكنولوجيا الطائرات من دون طيار دوراً أساسياً في تحديث القطاعات الصناعية، وتعزيز الكفاءة التشغيلية، ودعم التنمية المستدامة. بفضل استراتيجيتها التنظيمية المتقدمة واستثماراتها الاستراتيجية، تتبوأ المملكة مكانة رائدة في مجال الطائرات من دون طيار على المستوى العالمي.
في شركة “فيدز” للحلول القائمة على الطائرات من دون طيار، نحن ملتزمون بدعم رؤية المملكة العربية السعودية من خلال تقديم أحدث التقنيات والخدمات المتطورة في مجال الطائرات من دون طيار. نركز على تعزيز الابتكار، رفع مستويات السلامة، وتقديم قيمة مضافة لعملائنا عبر مختلف القطاعات. الخبرة الواسعة التي اكتسبناها في استخدام هذه التكنولوجيا في بيئات مختلفة تعزز التزامنا بالاستفادة القصوى من الطائرات من دون طيار في المملكة.