بطاريات من الخرسانة الأسمنتية بديل الليثيوم لتوليد الطاقة الكهربائية
ماساتشوستس – سويفت نيوز:
تصدر البحث المثير من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الذي يحول الخرسانة إلى بطاريات عناوين الصحف الأمريكية، بعدما نشرت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» تقريراً عن التقنية وكيفية قيام الباحثين بتشغيل لعبة محمولة من خلال الطاقة المنتجة من خلية خرسانية.
وانشغلت الصحافة الأمريكية بفكرة الاستعانة بالخرسانة وتطوير البحث بشكل فعال للقضاء على النفوذ الصيني في عملية صناعة البطاريات بفضل امتلاكها للمخزون الأكبر عالمياً في خام «الليثيوم» المصنوعة منه البطاريات بمختلف أنواعها.
ويقوم البحث على فكرة تحويل الخرسانة إلى مكثفات فائقة باستخدام الكربون الأسود والماء والأسمنت – جميعها مكونات رخيصة يمكن أن تخفض تكلفة تخزين الطاقة المتجددة، ويعد الكربون الأسود مادة موصلة بشكل كبير للكهرباء، وفقًا لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
ويمكن للمكثفات تخزين الطاقة مثل البطارية ولكن بكيمياء مختلفة، يمكنها الشحن بسرعة كبيرة ولها عمر طويل للغاية، لكن مشكلتها تكمن في سعرة تفريغها للطاقة.
ونشرة «بي بي سي» التجارب الموثقة يظهر فيها أسطوانة شفافة بارتفاع حوالي قدم واحدة مع خرسانة سوداء بداخلها وكابلات تخرج منها، أحد الأسلاك متصل بلعبة محمولة، والتي يتم تشغيلها بواسطة الوحدة، في اختبار آخر، يتم إضاءة مصباح LED بواسطة البطارية الفريدة.
وقال داميان ستيفانيك الباحث في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: ” في البداية لم أصدق، ظننت أنني لم أفصل مصدر الطاقة الخارجي، ولهذا كان المصباح LED مضاءً.”
الابتكارات مثل مشروع الخرسانة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا يمكن أن تقلل الاعتماد على الليثيوم والمواد النادرة الأخرى اللازمة للبطاريات الشائعة.
ويمكن لمادة البناء المخزنة للطاقة أيضًا أن تساعد في تعويض بعض التلوث الجوي الناتج عن صناعة الأسمنت، التي يُبلغ عنها على نطاق واسع بأنها تطلق 5-8% من تلوث الغاز المسبب للاحترار العالمي، تلك الأبخرة الضارة التي تحبس الحرارة تساهم في ارتفاع درجات الحرارة، وفقًا لوكالة حماية البيئة.
ويمكن للمكثف الفائق في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا تشغيل مصباح LED بقدرة 10 واط لمدة حوالي 30 ساعة، وفقًا للتقرير، وقال ستيفانيك: “قد يبدو ذلك منخفضًا مقارنة بالبطاريات التقليدية، [لكن] أساسًا بخرسانة (30-40 متر مكعب) يمكن أن يكون كافيًا لتلبية احتياجات الطاقة اليومية لمنزل سكني، ونظرًا للاستخدام الواسع للخرسانة عالميًا، فإن هذه المادة لديها القدرة على أن تكون تنافسية ومفيدة للغاية في تخزين الطاقة.”
ولا تزال الأبحاث جارية في عملية الاستفادة من الخرسانة الموجودة بالفعل في الأبنية، لتخزين وتوليد الكهرباء، ولو بشكل مساند مع الطاقة الشمسية في سبيل تقليل استهلاك المواد النادرة مثل الليثيوم الذي تعتمد عليه تكنولوجيا البطاريات حالياً، إلا أنه يبقى أمر تخزين الطاقة ومسألة المجال الكهرومغناطيسي المحيط بعملية توليد الكهرباء من الخرسانة تحت الدراسة، لكون استغلال الخرسانات في الأبنية لتوليد الطاقة قد يصنع مجالاً مغناطيسيا ربما يسبب أضراراً على البشر في حالة عدم عزل تلك الخرسانات بشكل سليم.