اختلاف درجات الحرارة يدفع الجزائريين لارتياد الحديقة العملاقة
الجزائر – واس :
منذ ما يقارب 200 عام مضت، تم إنشاء حديقة ضخمة جداً في العاصمة الجزائرية “الجزائر”، قد تكون الأكبر مساحة في قارة أفريقيا، لتكون مكاناً للتجارب العلمية، ومختبراً للبحوث الزراعية، قبل أن تُنقَل النباتات والأشجار لتسويقها في القارة الأوروبية.
حديقة “الحامة” التي تقع قبالة خليج العاصمة الجزائر، على مساحة 32 هكتاراً، يطلق عليها “رئة العاصمة”، كونها تتمتع بمناخ مختلف عن بقية أنحاء المدينة، ففي حين تصل درجات الحرارة في العاصمة الجزائر شتاءً إلى ما يقارب 6 درجات مئوية، وفي الصيف 38 درجة، لا تنخفض درجة الحرارة في الحديقة شتاءً عن 15 درجة، ولا تتعدى 25 درجة صيفاً.
كما تحوي الحديقة الضخمة أكثر من 2500 نوع من النباتات والأسماك والأشجار النادرة، وأخرى معمرة يفوق عمرها مئات السنين، ويسهم في تلطيف جوها عدد كبير من الأحواض المائية الجميلة والمنتشرة بين أشجارها.
تضم الحديقة العديد من الأنواع النباتية، منها شجرة ورد معمرة يبلغ ارتفاعها 30 متراً، ويصل عمرها لـ 100 عام تقريباً، إضافة إلى أشجار نخيل من أنواع “البلميط” و”البيلسان” التي قد يصل ارتفاعها إلى 40 متراً، وكذلك أشجار الكافور والخيزران، وشجرة “الجنكة” وأشجار الكزبرة ، وشجرة “الدارسينا” التي تعرف أيضاً بأشجار التنين، وتشكل ممراً مظللاً لتشابك أغصانها المورقة، إضافة إلى أشجار الشنار الاستوائية.
ونظراً لثرائها النباتي والحيواني، باتت الحديقة متحفاً للفنون الجميلة، ومن أهم الوجهات السياحية للعائلات لقضاء أوقات ممتعة، حيث يجمع كل من زارها على أنها متحف طبيعي يمتد على شكل مدرج نباتي جميل.
ولهذه الحديقة تاريخ سينمائي، حيث جذبت نوعية الأشجار المغروسة فيها، اهتمام عشاق السينما منذ ثلاثينيات القرن الماضي، فقد تم تصوير إحدى نسخ فيلم “طرزان” الشهير فيها، الذي عُرض في سنة 1932.