الطائف.. شخصية شاعرية فريدة تعزز مكانة الثقافة والأدب خليجيا وعالميًا
الطائف – واس :
يشهد “الطائف” هذا العام العديد من البرامج الثقافية؛ التي تشكّل منبراً متميزاً يحرّك من خلاله شاعريته الأدبية، وذلك بتناول العديد من الموضوعات الخلاقة وورش العمل، والقضايا الشعرية الملحة، وإثراء العديد من المناسبات والفعاليات المتنوعة المتجذرة في وجدان إنسان الجزيرة العربية منذ أمد بعيد، لتعيش عامًا مزدهرًا في مجال الأدب والشعر، وتكوّن لنفسها شخصية فريدة تعزز مكانتها على المستويين المحلي والخليجي والعالمي.
ويجسد الطائف من خلال هذه الفعاليات في كل عام دوراً فعالاً في الجوانب الأدبية والشعرية والثقافية، وتقديم سلسلة من المحاضرات والجلسات الحوارية والنقدية والأمسيات الشعرية التي تسلط فيها الضوء على دور الطائف التاريخي في تحريك المشهد الشعري، تحت قبة تنعم بنسائم الهواء العليل تضم فيها مجموعة كبيرة من نقاد الشعر من داخل المملكة وخارجها تناولوا عدداً من الموضوعات أتى في مقدمتها أهمية الشعر إنسانيًا ومكانتها حول العالم، وعلاقته بالترجمة، واقتصاديات المعرفة، والفنون التعبيرية المتجذرة في وجدان الإنسان العربي منذ أمد بعيد، ليحتل الطائف وشاعريته الفذة مكانة رفيعة عند أفراد المجتمعات، حتى بات لسان حالهم، أن للطائف وصلاً ينقل مشاعرهم، ومنبرًا يبوح بمكنوناتهم، ويحفظ تاريخ وقصص حياتهم المختلفة من فحول عكاظ إلى شعراء هذا الزمن، الذين يتطلعون إلى أن تثري أبياتهم الساحة الشعرية، وتتعاطاه مختلف الفئات الخاصة المثقفة والشعبية العامة، إذ حظي صيف الطائف ولياليه المؤنسة إطلاق هيئة الأدب والنشر والترجمة، بالتعاون مع الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وهيئة الأدب والنشر ملتقى الشعر الخليجي 2024 في دورته الثالثة عشرة ، الذي جمع عدداً من الشعراء والنقاد والمختصين والمهتمين من دول مجلس التعاون، لتعزيز التواصل الثقافي وإعلاء قيم الشعر، وتأكيد أهمية اللغة العربية الفصحى في المنطقة، وتعميق الشعور بمكانة ودور الشعر في الثقافة الوطنية الخليجية، وفرز الأصوات الشعرية الجديدة في كل دولة من دول المجلس، وإبراز المتميز منها.
وتوشحت مدينة الطائف رداء الأدب بإعلان منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” في وقت سابق، إدراجها ضمن شبكة اليونسكو للمدن المبدعة، كأول مدينةٍ مبدعة في مجال الأدب بالمملكة، ارتكز ملفها على سبعة عوامل، والتي تمت مواءمتها مع برامج القطاعات الثلاثة، وهي: جودة وحجم النشر في المدينة، ووجود دور مهم للأدب والدراما والشعر في المدينة، وجودة وتنوع البرامج التعليمية التي تُركّز على تعليم الأدب المحلي، إلى جانب استضافة وتنظيم فعّاليات ومهرجانات أدبية بالمدينة، وتوافر مكتبات عامة، ومحال لبيع الكتب، فضلاً عن المراكز الثقافية العامة، ومشاركة الإعلام التقليدي والجديد في تسويق الأدب، وتعزيز سوقه المحليّ، وإشراك دور النشر في ترجمة الأعمال الأدبية في مختلف اللغات.
ويحلّ شهر يوليو للعام 2024م على الطائف بموسم ” صيف ليالي الطائف” الذي تشرف عليه محافظة الطائف برعاية ملموسة من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نهار؛ ليتغنى الموسم بفعاليات متنوعة؛ تصدح من أعالي قمم جبال الهدا والشفا للاحتفاء بتاريخ المنطقة الثقافي والتراثي والسياحي، وإبراز ما تكتنزه المحافظة من جماليات تصوغ للأذهان الوجهة الثقافية والسياحية الفريدة من نوعها، حيث يوثق الموسم ما يستشعره الزوّار لقيمة الطائف، متقفين أثره ومزيجه الجمالي المبهر؛ بواسطة محتويات وفعاليات ركّزت على العديد من المسارات منها: الترفيهية والرياضية والزراعية التي حملت في فحواها سيرة الورد الاستعراضية، والمركبات المزينة بالورود، والمجسمات الضخمة، إلى جانب أنشطة أخرى شملت الموضوعات التاريخية، ومنها معرض الدرعية أرض الملوك والأبطال الذي تنظمه في موعده جامعة الطائف، وكذلك عروضًا متميزة قدمتها أمانة الطائف للخيل العربية الأصيلة تشمل فيها مواصفاتها وارتباطها مع إنسان الجزيرة العربية.
ولم تغفل “الطائف” الجانب الرياضي، إذ تحفل بتنظيم واستضافة المسابقات الرياضية، التي اختصت في سباقات الخيل بميدان الملك خالد للفروسية، والبطولات الآسيوية لكرة القدم، ودوري الناشئين للمنتخبات دون سن 13 عاماً، والهجن الذي سيشرع أبوابه قريبًا ويؤدي دورًا مهمًّا في ترسيخ العلاقة الوطيدة بين الإنسان والحيوان؛ مما جعل هذا التنوع بأن تكون الطائف، المدينة الوحيدة في المملكة التي تضم هذه المناسبات، لإبراز الدور المهم للرياضة كمحرِّك أساسي من محركات التنمية الشاملة، وكمستهدف رئيس يتماشى مع رؤية السعودية 2030.