بيئة

محصول “البُر” في عسير .. وفرة في المعروض وجودة في المنتج

أبها – واس :


يسابق مزارعو السروات بمنطقة عسير الزمن ، لحصاد سنابل” البُر” مع حلول موسم جديد من الأمطار الصيفية، وسط وفرة في المعروض وجودة في المنتج .
وتأخذ زراعة “البُر” دورة موسمية تبدأ في شهر فبراير من كل عام وتستمر لمدة تتراوح بين خمسة إلى ستة أشهر حتى يحين موعد الحصاد “الصريم”، وهو الطريقة المتعارف عليها لحصد المزارع منذ القدم، بالآلات البدائية “المحش أو الشريم “، أو بالآلات الحديثة كالحصادات الكبيرة أو مكائن الحصاد اليدوية .
ويشير المزارع عيسى يحيى الويمني الذي التقته هيئة وكالة الأنباء السعودية “واس” أثناء حصاده لحبوب البُر إلى أن الحبوب التي تنتجها المدرجات الزراعية في منطقة عسير بشكل عام تتنوع فمنها: الصِّيب والمابيّة والقياض والسميراء والشعير والذرة البيضاء والذرة الصفراء ، ويحين موعد حصادها مع اصفرار السنبلة واكتمال نموها، ثم يتم نقل المحصولات الزراعية إلى الأماكن المخصصة لدراستها، التي تعرف “بالجرين” ، وهو الموقع المهيأ قديما لدراسة المحصولات الزراعية صيفاً وشتاء حيث كانت تستخدم الأبقار أو الإبل في جرّ صخرة كبيرة يتجاوز وزنها 100 كيلو جرام على المحصول حتى يتم فرز الحبوب من القشرة المحيطة المسماة “الحثى”، أما في العصر الحاضر فيتم استخدام الحصادات الكبيرة أو الحصادات التي تقوم الحراثات الزراعية بتشغيلها ، من خلال تزويدها بالمحصول يدوياً بعد أن يتم تشريق المحصول في الشمس لمدة لا تقل عن 14 يوماً.
ويتركز المحصول الوفير لإنتاج القمح بمختلف أنواعه في منطقة عسير على الأجزاء الواقعة ضمن سلسلة جبال السروات من محافظة ظهران الجنوب “جنوباً “، إلى محافظة “بلقرن ” شمالاً ، حيث تشتهر مراكز: السودة وطبب وبللحمر وبللسمر بإنتاج أفضل الحبوب على مستوى المنطقة، وتسويقها عبر الأسواق الشعبية أو المهرجانات التي تقام ضمن فعاليات الصيف في منطقة عسير .
ويحرص المزارعون في عسير على العناية بحقولهم الزراعية ومتابعتها أولاً بأول، وحمايتها من الطيور والقرود حتى تكتمل عملية الحصاد والدرس ثم الذراة، يليها وزن المحصول لإخراج الزكاة المقررة شرعاً فيه، ثم تسويقه بالطرق المتاحة.
ويعد ” البُر” من أهم المحاصيل التي تشهد إقبالًا كبيرًا من المتسوقين حيث تتراوح أسعار المبيعات من 400 إلى 600 ريال للكيس الواحد الذي تبلغ سعته 50 كيلو جراماً.
وتؤكد عدد من الدراسات العلمية أن ” البُر” يمتاز بفوائد غذائية كثيرة وذلك لأنه يحتوي على الأحماض الدهنية الأساسية وحمض الفوليك وفيتامين “ب” المركب والألياف، التي تشعر الإنسان بالشبع لفترات طويلة عند تناولها، كما تشير بعض الدراسات العلمية إلى تأثير خبز “البر” في خفض مستوى الكوليسترول في الدم، ومن ثم الإسهام في ضبط سكر الدم، كما تساعد الألياف الموجودة في ” البر” عملية الهضم بشكل جيد .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى