مقالات

المملكة ومصر إعادة بناء مستقبل الأمة

 

1

د.هاشم عبده هاشم*

رئيس تحرير “عكاظ” الأسبق

 

ينتظر العلاقات السعودية – المصرية.. مستقبل واعد.. ليس فقط بالازدهار.. وانما بالتعاون الخلاَّق.. وبالشراكة العميقة.. وبالتنسيق الواسع والشامل على كل المستويات السياسية.. والأمنية.. والاقتصادية.. والعسكرية.. والثقافية وبصورة غير مسبوقة.. بإرادة الله (أولاً) ثم إرادة القيادتين والشعبين.. لأن مصير البلدين واحد.. ولأن في قوتهما قوة حقيقية ضاربة لما فيه خير الأمتين العربية والاسلامية.. ولخير السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم..

•• وعندما يلتقي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بشعب مصر.. وبالرئيس عبدالفتاح السيسي قريبا ان شاء الله تعالى.. فان خطوطاً عريضة لإعادة بناء مستقبل هذه الأمة الآمن.. سوف تُرسي قواعد وحدة عربية حقيقية بعيداً عن الشعارات.. وترجمة للمصلحة العليا لهذه الأمة وتماسكاً لكيانات دولنا التي تعرضت خلال السنوات الخمس الماضية لتهديدات حقيقية..

•• والملك سلمان الذي عشق مصر.. وادرك اهميتها في تعزيز قدرة هذه الأمة.. لن يدخر جهداً في الدفع بهذه العلاقات إلى أعلى المستويات وعلى كافة الأصعدة..

•• ذلك أن المملكة ومصر كانتا ولا تزالان وستظلان.. تشكلان مصدر قوة حقيقية لمستقبل هذه الأمة.. والشعب المصري الأصيل يمثل مع الشعب السعودي النبيل.. قاعدة العمل المشترك المصيري الجاد للحفاظ على كل ما هو عربي وإسلامي بعيداً عن التشويه.. أو الضعف.. والتواكل.. لان لدينا من مصادر القوة ما يمكننا من الثبات وجمع شتات هذه الأمة وصناعة مستقبلها الجديد..

•• لقد قال لي فخامة الرئيس المصري.. عبدالفتاح السيسي لدى لقائي به في القاهرة بعد تسلمه السلطة في بلده بفترة وجيزة “ان المملكة ومصر قوتان عظيمتان.. وان توحد جهودهما كفيل بتأمين سلامة المنطقة بل والسلم في العالم من خلال الوقوف بوجه الأخطار التي تتهدد منطقتنا..” وقال أيضاً “ان مستقبل المنطقة مرهون بمدى ما يتحقق من تعاون مشترك بين بلدينا”..

•• وهذا يعني ان إرادة البلدين قد التقت لمصلحة المصير المشترك.. وتعزيز قدرة هذه الأمة على الصمود من جهة.. وكذلك على العمل من أجل المستقبل.. مستقبل الأمة وليس فقط مستقبل البلدين والشعبين..

•• ولحسن الحظ.. فإن المملكة ومصر العربية كانتا – على الدوام – تعملان على البناء وتعزيز المصير.. حتى في الظروف الطارئة التي شهدت فيها العلاقات بعض الفتور والضعف والاهتزاز.. لان مصر العربية تدرك من هي المملكة العربية السعودية.. وما هو موقعها من هذه الأمة.. كما أن المملكة تعرف أن مصر تشكل قوة اساسية ومهمة في حماية المصير المشترك لأمتنا..

•• وعندما يلتقي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بالشعب المصري الشقيق.. وبالرئيس عبدالفتاح السيسي قريباً.. فإن البلدين سيكونان على موعد مع كتابة عهد جديد.. لشراكة كاملة بين دولتين تمثلان عصب هذه الأمة.. ومصدر الامان الحقيقي فيها ولها.. وهو ما تخشاه وتحاذر منه قوى الشر.. وهو ما ظلت تعمل على عدم قيامه وتحقيقه.. ببث السموم.. ونشر الأكاذيب.. وبالتشكيك في النوايا..

•• لكنني أعتقد ان تلك المحاولات اليائسة لن تتكرر بعد اليوم.. لان من كانوا وراءها ظنوا أنهم يستطيعون التأثير على البلدين.. وفصم الروابط المتينة بين الشعبين..

•• فقد أثبتت المملكة بأنها تقف مع مصر الشعب.. ومصر الدولة.. ومصر الرئاسة بكل ما تستطيع وتملك.. وقدمت وسوف تقدم لشقيقتها الكبرى مصر كل ما يعينها على الصمود.. بل والانطلاق إلى المستقبل الذي يرسمه السيسي بعناية شديدة وبادراك تام للتحديات.. بدعم هذه البلاد وتصميم قيادتها بان تظل مصر آمنة.. وقوية.. آمنة من المخاطر.. وقوية بالتحسين المستمر لاقتصادها.. والدعم المتواصل لقدراتها الأمنية والعسكرية.. وبالتماسك التام بين مكوناتها الثقافية والاجتماعية.. وبالاستغناء عن أي أطراف أخرى لا تضمر لها الخير.. ولا تريد لمجتمعها النماء.. ولشعبها العزيز علينا السعادة والشعور بالأمان في بلاده..

•• نحن مع مصر ضد الإرهاب..

•• ونحن مع مصر القوية بجيشها العربي الشامخ وقواها الأمنية المعززة لاستقرارها..

•• وما تم بين هذه البلاد ويتم الآن إنما هو بداية عهد جديد لمرحلة واعدة بالعمل معاً وعلى كل الجبهات..

•• ولا استبعد ان الإعداد لزيارة الملك سلمان القادمة لمصر.. قد شمل كل المجالات.. ليس فقط لدعم مصر في إعادة بناء مصر القوية وانما في العمل ايضاً على إعادة بناء كيان الأمة العربية من جديد بدءا بتعزيز مكانة الجامعة العربية في المرحلة المقبلة.. وانتهاء بتوحيد قوى هذه الأمة العسكرية.. والمدنية.. والاقتصادية حتى لا تكون مطمعاً سهلاً لأعدائها في المستقبل بعد معاناة السنوات الخمس الماضية.. من التدخلات الخارجية.. ونشر الفوضى في كل مكان.. تمهيداً للقضاء علينا جميعاً..

•• وقد لا أكون متفائلاً أكثر من اللازم عندما أقول.. إن المملكة ومصر على موعد مع تأسيس قوة إقليمية عظيمة وضاربة يجري الآن الإعداد لها بعناية.. وان المستفيد الأول والأخير من قيام هذه الوحدة وذلك التكامل هو الشعوب العربية كلها.. حفاظاً على هويتها العربية.. وسلامة شعوبها بمواجهة كل الأخطار.. تعزيزاً للمصير العربي المشترك.

ضمير مستتر:

•• الشعوب الأصيلة.. تنتصر على أعدائها.. متى ما وضعت يدها في يد قادتها.. لصناعة المستقبل الأفضل.

  • نفلا عن صجيفة “الرياض”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى