خيمة قرية التأسيس.. حكاية شاهدة تنقل الزوار إلى أصالة الصحراء وجمال نفوذ كثبانها الرملية
الطائف – واس :
أثارت الخيمة السعودية وطرازها الفني حنين الماضي لزوار قرية التأسيس في الطائف، والتي نصبت ثباتها في قلب القرية لتكون زاوية وحجرًا أساسيًا لأقبال الزوار بشكل جم، لما أوجدته من تحوّل من بيئة الحاضر إلى بيئة الماضي لدى المجتمع السعودي.
وأخذت خيمة قرية التأسيس الإنسان السعودي إلى نتاج وطبيعة بيئة أبائهم وأجدادهم، والتعرف على قيمتها التراثية، وتاريخها الجليّ، آسرةً في تفاصيلها الدقيقة الزوار، واستفزت فضولهم لما امتلكته من جمال في البساطة وسحرها، مستمعين من خلالها إلى قصائد البادية التي تعبر عن الصحراء والترحاب الحار الجاذب، وهي تحكي تاريخ وموروث المملكة، وتذكرهم بحياة الأولين من الآباء والأجداد، وكفاحهم ونجاحهم، وتترعرع العديد منهم في ظلالها حتى أشتد عوده، وكانت فيها دروسهم العلمية والحياتية وذكرياتهم الجميلة.
وأعطت خيمة قرية التأسيس في وجودها طابعًا لمكون رئيس من مكونات شخصية الإنسان السعودي، التي مازال يتثبت بها ويشتاق إليها في البراري، باعتبارها شاهدة على تطورات وتحولات المجتمع، وعلى مختلف أحداث حياة الفرد داخل نفوذ الصحراء وكثبانها الرملية، ومدى أهميتها، لما شكلته في حياتهم من صورًا حية ورمزًا متألقًا في الكرم والضيافة، قبل أن يزحف عمار الإسمنت على الخيم المصنوعة من “وبر الإبل” وإدخال تحسينات بصرية وتجميلية من ألوان وأنسجة وقطع أثاث تعطي للخيمة بهاء ونضارة من أقمشة وسدو وطاولات خشبية وغيرها، فضلاً عن لمسة عصرية تجعل من الخيمة مأوى يجمع بين الأصالة والمعاصرة في آن واحد، تميل في ذائقتها إلى الموروث الاجتماعي والحضاري للمملكة العربية السعودية.