أوزبكستان تستثمر رئاستها لمنظمة (OTS) لتعزيز موقفها السياسي والاقتصادي الدولي في سياق رئاسة منظمة الدول التركية
طشقند – خالد الجعيد:
نجحت جمهورية أوزبكستان أثناء رئاستها لمنظمة الدول التركية (OTS) التي انتهت في نوفمبر من هذا العام، في تعزيز موقعها السياسي والاقتصادي الدولي في سياق رئاسة منظمة الدول التركية وحققت خلالها إنجازات كبيرة، حيث سعت طوال فترة رئاستها، بنشاط كبير إلى تعزيز التعاون التركي وتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية، وتوسيع العلاقات المتبادلة المفيدة مع الدول الأعضاء في المنظمة.
وفي عام 2019، أصبحت أوزبكستان .. بعد الحصول على العضوية الكاملة في OTS .. مشاركًا نشطًا في المنتديات الإقليمية والدولية، وتمارس تأثيرًا كبيرًا في صنع القرار وتشكيل أجندة المنظمة السياسية المشتركة. وكان تفعيل دور طشقند داخل المنظمة تجسيدًا للتحول الجوهري في أنشطة السياسة الخارجية للبلد. ويتجلى ذلك في الانفتاح والمبادرة والاستدامة والعملية الاقتصادية، والأهم من ذلك، التركيز على التعددية واستعداد لتحمل المسؤولية في ضمان الأمن الإقليمي ومعالجة القضايا العالمية.
وقدمت أوزبكستان أكثر من 50 مبادرة هامة تهدف إلى تعميق التعاون في مجالات مختلفة، وتم تنفيذ أكثر من نصفها بالكامل. وتشمل هذه المبادرات برنامج “سياحة الحج” ومنتدى ريادة الشباب ومنصة التكنولوجيا المعلوماتية وبرنامج الاتصالات النقل ومجموعة التنسيق لمكافحة جائحة “كوفيد-19” وغيرها. بلا شك، يسهم تنفيذها في تعزيز التعاون الاقتصادي وتطوير البنية التحتية والتقدم التكنولوجي بين الدول الأعضاء في OTS.
وتعد القمة التي عقدت في سمرقند لمنظمة OTS في عام 2022 نقطة تحول مهمة في عملية تحول المنظمة حيث شهدت هذه القمة بمشاركة رؤساء الدول الأعضاء في المنظمة، تغيير اسم المجلس التركي إلى منظمة الدول التركية. ليرمز هذا الحدث التاريخي إلى بداية حقبة جديدة من التعاون والاندماج بين الدول التركية. ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى استراتيجية السياسة الخارجية المدروسة لأوزبكستان، مع التركيز الخاص على تطوير التعاون مع الدول التركية.
كما شهدت قمة سمرقند اعتماد “استراتيجية OTS للفترة 2022-2026″، والتي أصبحت أول خارطة طريق لتنفيذ مفهوم التنمية للدول التركية المعروف بـ “رؤية العالم التركي 2040″ حيث أكد الرئيس شوكت ميرزيايف خلال المنتدى أننا ندخل معًا مرحلة جديدة تمامًا من التطور تحت شعار ‘عصر جديد للحضارة التركية: نحو التقدم والازدهار المشترك'”.
وتولت طشقند تحت هذا الشعار رئاسة OTS في نوفمبر 2022، مما فتح مجالًا واسعًا لأوزبكستان لزيادة نفوذها في المنطقة وتعزيز الروابط الدبلوماسية مع الدول الأخرى والمنظمات الدولية.
كما قدمت أوزبكستان مساهمة كبيرة في تطوير منصة التعاون التركي الشامل وتعزيز الإمكانات الجماعية لـ OTS. ويرجع ذلك في المقام الأول إلى الدور الفريد الذي تلعبه بلدنا في العالم التركي حيث تمتلك أوزبكستان تراثا ثقافيا غنيا وموقعًا جيوسياسيًا استراتيجيًا، كما تمتلك أيضًا إمكانات اقتصادية كبيرة، تم استخدامها خلال رئاستها للمساهمة في تطوير المنطقة، وتوسيع الروابط التجارية والاقتصادية، وزيادة أسواق التصدير.
ولتحقيق هذه الأهداف، وضعت قيادة أوزبكستان خطة عمل محددة، ركزت فيها على مجالات مثل تطوير الروابط التجارية والاقتصادية والإمكانات النقل واللوجستية داخل OTS، والسياحة، وتكنولوجيا المعلومات. وركزت الاهتمام أيضًا على تعزيز التعاون الثقافي والإنساني، وتعزيز الدبلوماسية العامة، ودعم الشباب، وتحسين الأسس المؤسسية لـ OTS.
كما تم تنظيم أكثر من 100 فعالية خلال فترة رئاسة أوزبكستان، وأنشئت عدة منصات جديدة للتعاون العملي. بدأت هياكل مثل منظمة النقابات المهنية للدول التركية، وأكاديمية أبحاث الفضاء، والمجلس الجغرافي، ومعهد مكافحة الجفاف، واتحاد الكتاب العمل.
وتم تكوين شراكات وثيقة مع عدد من المنظمات العالمية والإقليمية ذات السمعة الطيبة، بما في ذلك الأمم المتحدة ومؤسساتها المتخصصة، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومؤتمر التفاعل وبناء الثقة في آسيا، ومنظمة التعاون الاقتصادي.
بشكل عام، فإن رئاسة أوزبكستان في منظمة الدول التركية قد منحت البلاد فرصة لتعزيز مواقفها السياسية والاقتصادية العالمية. وقد عززت صورة الدولة كمشارك فعال وعضو كامل في OTS، ومبادر لعمليات التكامل داخل المنظمة. وقدمت دفعة للتنمية الشاملة وتعزيز موقف المنظمة على الساحة الدولية.
إن التزام أوزبكستان بتعزيز مكانتها الدولية في سياق رئاستها لـ OTS هو مثال بارز على الفكر الاستراتيجي والتأثير العالمي لطشقند الرسمي. وهذا يفتح آفاقًا جديدة للنمو والتقدم لشعبها والمنطقة بأكملها.