مقالات

اليوم الوطني السعودي وإنجازات الصناعة والتعدين تتحدث عن نفسها

بقلم – سليمان بن صالح العثيم :
رجل اعمال

تحتفل المملكة العربية السعودية اليوم بيومها الوطني والذي يوافق الـ23 من شهر سبتمبر من كل عام، وهو ذكرى توحيدها وتأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، رحمه الله، والذي أعلن قيام المملكة في العام 1932م، أرسى خلاله قواعد هذا البنيان على هدي كتاب الله الكريم وسنة رسوله الأمين.

ويستذكر السعوديون يوماً مجيداً أضحت فيه بلادهم الآن الأكثر أهمية في الاستراتيجية الدولية، حيث ارتفعت وتيرة علاقة الدول الكبرى والفاعلة بها لتشمل مختلف المجالات: السياسية، والأمنية، والعسكرية، والاقتصادية، وذلك بهدف التصدي لكل التحديات التي برزت في منطقة الخليج العربي، وأبرز هذه التحديات مكافحة الإرهاب وضمان إمدادات الطاقة وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

ويدرك الشعب السعودي وهو يحتفل بعيده الوطني أن بلاده تمتاز بخصائص ندر أن تتوفر في أي دولة أخرى أولاها البعد الإسلامي، حيث تحتل المملكة مكانة دينية لا يضاهيها في أهميتها أية دولة إسلامية أخرى، فهي مهبط الوحي و حاضنة أهم الأماكن المقدسة لدى المسلمين الكعبة المشرفة والمسجد النبوي الشريف ومواقع أخرى ذات أهمية إسلامية، وهذه الأهمية جعلتها محور اهتمام الدول الإسلامية خاصة والعالم عامة، وجعل من المملكة دولة قادرة على لعب دور أساسي في قضايا العرب والمسلمين.

وثاني هذه الخصائص الموقع الجغرافي للمملكة أكسبها أهمية استراتيجية على المستوى الإقليمي والدولي. وثالثها هي النفط، حيث تعد السعودية أكبر منتج للنفط بين أعضاء أوبك، وصاحبة أكبر احتياطي نفطي وأكبر دولة مصدّرة للخام في العالم، ورغم أنها ثالث أكبر منتج للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة وروسيا إلا أن لديها أكبر طاقة لإنتاج النفط الخام في العالم.

كل ذلك يجعلنا نحن السعوديون أكثر فخراً بالاحتفال باليوم الوطني، خاصة وأننا تلمسنا أن خيرات بلادنا سخرت لتحقيق رفاهيتنا، حيث قدم كل ملك من الملوك السبعة الذين حكموا المملكة إنجازات كبيرة ابتداءً من الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود ثم أبنائه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله، وصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.

واليوم ونحن نحتفل باليوم الوطني الذي يعد مناسبة فخر واعتزاز لكل سعودي لابد أن نفتخر بما شهدت السعودية من تطور مذهل في مختلف المجالات، وخاصة في قطاعي الصناعة والتعدين حيث تعتبر الصناعة والتعدين من القطاعات الحيوية في الاقتصاد السعودي، التي تسهم بشكل كبير في تنمية المملكة وتوفير فرص العمل وتحقيق الاستدامة الاقتصادية. فقد تم تحقيق العديد من الإنجازات في هذين القطاعين على مر السنوات، وتمتلك السعودية موارد طبيعية هائلة تسهم في دعم نمو الصناعات والمشاريع التعدينية.

ففي مجال الصناعة، شهدت المملكة تطوراً هائلاً في العقود الأخيرة. تم تشجيع الاستثمارات المحلية والأجنبية في الصناعات التحويلية والتصنيعية لتعزيز التنوع الاقتصادي وتحقيق التحول الصناعي. تم تأسيس العديد من المناطق الصناعية والمدن الصناعية المتخصصة في جميع أنحاء المملكة، مما ساهم في تعزيز الإنتاج وخلق فرص عمل جديدة.

ويعد قطاع البتروكيماويات واحدا من أبرز الإنجازات في مجال الصناعة حيث تعتبر السعودية واحدة من أكبر منتجي البتروكيماويات في العالم،  وتمتلك مصفاة البترول الكبرى في العالم في رأس تنورة، وتنتج مجموعة واسعة من المنتجات البتروكيماوية التي تستخدم في العديد من الصناعات الحديثة.

أما في مجال التعدين، فقد شهدت السعودية تطورًا كبيرًا في استغلال مواردها المعدنية الغنية. تعتبر المملكة أحد أكبر منتجي البترول في العالم، وتستخرج وتصدر العديد من المعادن الأخرى مثل الذهب والفضة والنحاس والزنك والفوسفات. كما تمتلك السعودية احتياطات هائلة من المعادن الأخرى مثل البوكسيت والجيرت والكوارتز والجبس والمغنسيت والكروم والحديد. يتم تطوير مشاريع تعدينية كبيرة لاستغلال هذه الموارد وتعزيز القدرة التنافسية في السوق العالمية.

بالإضافة إلى ذلك، تم تطوير العديد من الصناعات الأخرى مثل الصناعات الغذائية والمعدنية والبلاستيكية والإلكترونية والمعدات الطبية. تم تنفيذ مشاريع ضخمة في مجالات الصناعات العسكرية والطيران والنقل والبناء، وتم تأسيس شركات ومصانع تعمل وفقًا لمعايير وتقنيات عالمية.

تلتزم المملكة العربية السعودية برؤية 2030 التي تهدف إلى تحقيق تنوع اقتصادي وتطوير قطاعات جديدة وتحسين بيئة الأعمال وزيادة مساهمة القطاع الخاص في الاقتصاد. تهدف هذه الرؤية إلى تعزيز الصناعة والتعدين وتحويلهما إلى قطاعين رئيسيين يساهمان بشكل كبير في تحقيق التنمية المستدامة وتوفير فرص العمل وتحقيق الاكتفاء الذاتي.

في الختام، يعتبر اليوم الوطني السعودي فرصة للاحتفال بتطور المملكة وإنجازاتها في مجالي الصناعة والتعدين. تمثل هذه القطاعات الحيوية ركيزة أساسية للاقتصاد السعودي وتساهم في تحقيق التنمية الشاملة وتوفير فرص العمل وتحقيق الرخاء والازدهار للمواطنين. يستمر السعوديون في العمل بجد واجتهاد من أجل تعزيز هذه القطاعات ومواصلة النمو والتطور في جميع المجالات.
و قد حُقَّ انا ان نفخر بوطننا العظيم المملكة العربية السعودية بتوحيدها و تاريخها المجيد .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى