مقالات

تعطل حركة المرور في مضيق البوسفور وتأثيره على التجارة العالمية

بقلم – دكتور مهندس عبد الرزاق المدني*

خبير بحري ونفطي

تعتبر حوادث تعطل محركات السفن أو التصادم في المضائق العالمية مثل مضيق جبل طارق والبسفور وباب المندب وبنما وهرمز وغيرها مثل ما حدث في مضيق البوسفور التركي حدثاً خطيراً يمكن أن يؤثر على حركة الملاحة والتجارة العالمية. لذا فإن تبني تدابير فعالة للتعامل مع هذه الحوادث والاستجابة السريعة لإصلاح العطل وإزالة السفينة المتعطلة يساهم في استعادة سلاسة حركة الملاحة وتقليل التأثير السلبي على التجارة العالمية وتستدعي هذه الحوادث أيضاً الاهتمام المستمر بالوقاية والصيانة والتطوير المستمر وتدريب العاملين به على سرعة التحرك لإنهاء المشكلة وعمل غرفة عمليات لمراقبة السفن المارة من خلاله وتنظيم سيرها لضمان سلامة الملاحة في المضيق والحفاظ على هذا الممر المائي الحيوي الهام للتجارة العالمية.

ويعد مضيق البوسفور التركي ممر مائي حيوي يربط بحر مرمرة ببحر إيجة، حيث انه أحد الطرق البحرية الرئيسية للتجارة العالمية. ومع وقوع حادث تعطل سفينة في هذا المضيق، فان الحادث يثير مخاوف بشأن تعليق حركة السفن وتأثيرها على التجارة العالمية.

وتعتبر السفن التي تعبر مضيق البوسفور معرضة لمخاطر عديدة نظراً للحجم الضيق للمضيق والتيارات القوية التي تتواجد فيه وخاصة في فصل الشتاء . وعندما يحدث تعطل سفينة في هذا الممر المائي، قد يتسبب ذلك في تعليق حركة الملاحة وتأثير سلسلة من التداعيات السلبية، بما في ذلك ازدحام المرور البحري ويمكن أن يؤدي تعليق حركة السفن إلى تكدس المرور في المضيق، حيث تتراكم السفن في انتظار إزالة السفينة المعطلة أو إصلاحها مما يتسبب في تأخير وتعطيل الرحلات الأخرى وتعطل سلاسة حركة الملاحة.

وبالتالي، فإن تعطل حركة الملاحة فيه يؤثر على حركة التجارة والشحن العالمية. يمكن أن يتسبب التأخير الناجم عن تعليق حركة السفن في خسائر اقتصادية كبيرة وتأثير سلبي على سلاسة سلسلة التوريد العالمية.

ومن هنا تبرز أهمية التدابير المتخذة للتعامل عند وقوع حادث تعطل سفينة في مضيق البوسفور،حيث تتم اتخاذ عدة تدابير للتعامل مع الوضع واستعادة حركة الملاحة بأسرع وقت ممكن، ومنها:

إرسال فرق الإنقاذ والمساعدة: يتم إرسال فرق الإنقاذ المائي المدربة لموقع الحادث لتقييم الوضع وتقديم المساعدة للسفينة المعطلة. تعمل هذه الفرق على إصلاح المحرك أو توجيه السفينة إلى منطقة آمنة إذا لزم الأمر.

تنظيم حركة الملاحة: يتم تنظيم حركة الملاحة في المضيق بواسطة السلطات المختصة، مثل السلطة البحرية التركية. يتم توجيه السفن الأخرى للابتعاد عن منطقة التعطل وتوفير ممر آمن للمرور البحري.

التواصل والتنسيق مع الشركات البحرية والجهات المعنية: يتم التواصل مع شركة السفينة المعطلة والجهات المعنية الأخرى، مثل الشركات البحرية والميناء، لتنسيق الجهود واتخاذ الإجراءات اللازمة للتعامل مع الحادث.

إزالة السفينة المعطلة: في حالة عدم إمكانية إصلاح المحرك في الموقع، يتم تنظيم عملية إزالة السفينة المعطلة باستخدام القاطرات أو سفن الإنقاذ. يتم نقل السفينة إلى منطقة آمنة لتجري الإصلاحات اللازمة لها.

الوقاية والتدريب: تعزز السلطات المختصة في مضيق البوسفور جهود الوقاية والتدريب لتجنب حوادث تعطل السفن. يتم تقديم التوجيه والتدريب المناسب لكل السفن التي تعبر المضيق والتأكد من شهادات العاملين عليها لضمان سلامة الملاحة بتطبيق المعادات الدولية الصادرة من المنظمة البحرية العالمية (IMO).

* للتواصل مع الكاتب:
إيميل [email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى