ديوانية الراجحي تناقش : القنوط سبيل الشيطان
جدة – كمال مصطفى:
تناولت الديوانية هذا الإسبوع موضوع “القنوط سبيل الشيطان” والقُنوط يعني اليأس والسَّخط وهو فقدان الأمل والإستسلام للفشل والشعور بالخيبة لمن كثرت عليه الهموم والمشكلات بسبب سوء إدارته لذاته وإدارته لشئون حياته.. هنا ينسى الإنسان فضل الله ورحمته ويستسلم لوساوس الشيطان ويتبع سبيله في نكران رحمة الله وفضله عليه .
قال الله تعالى” قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ” وقَالَ سبحانه وتعالى في آية أخرى “وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ” وهذا يؤكد ان اليأْس فيه سوء أدب مع الله سبحانه وتعالى .
وأكد الحضور في مداخلاتهم ان في اليأس والقنوط إساءة أدب مع الله وشك في حصول رحمة الله التي سبقت غضبه والجهل بها واليأْس سبب في الوقوع في سبيل الشيطان الذي يصل بالإنسان إلى الوقوع في الكفر والهلاك والضلال وفيه ذهاب سكينة القلب والشعور الدائم بالحرمان والحزن والهم ..
وفى سياق متصل اكد الجميع أن المسلم الذي يعتقد أن ما أنعم الله به عليه من نعمة، فتلك النعمة إنما حصلت من الله تعالى وفضله وإحسانه ، وإن ذهبت عنه تلك النعمة سواء كانت صحة أو مال أو ولد أو وظيفة فإنه لا يحصل له اليأس بل يقول الحمد لله والشكر له على كل حال له ما اخذ وله ما اعطى .
واستشهد الحضور بما جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ. رواه مسلم.
والخلاصة ان المؤمن لا ينبغي أن يقنط أو ييأس بل يكون راضيًا بقضاء الله وقدره ويدعو في نفسه راجيًا من الله تعالى أن يذهب عنه الحزن ويرده الى أفضل مما كان.