يوم التطوع السعودي يعزز قيم العمل التطوعي
بقلم – دكتور مهندس عبد الرزاق المدني:
تواصل المملكة العمل على ترسيخ ثقافة العمل التطوعي ليكون وفق نهج يحفز على التبني المجتمعي والتنظيم والتمكين وصولاً إلى مليون متطوع ومتطوعة نهاية عام 2030م؛ في ظل مشاركتها دول العالم في الاحتفاء باليوم العالمي للتطوع الذي يصادف 5 ديسمبر من كل عام، بإطلاق العديد من الفعاليات والمبادرات، بمشاركات الجهات الحكومية والخاصة والجمعيات الخيرية المختلفة.
وتسلط هذه الفعاليات الضوء على العمل التطوعي والتنافس فيه بين الشباب والشابات، بالإضافة إلى تنفيذ العديد من المبادرات التطوعية في مختلف محافظات ومناطق المملكة، والعمل على تدريب وتأهيل المتطوعين؛ تعزيزاً لقيم العمل التطوعي الذي تضمنته مستهدفات الرؤية الطموحة، في مسعى غايته إدراك الأثر الإيجابي الفاعل للعمل التطوعي على الفرد والمجتمع .
وقد أطلقت المملكة “يوم التطوع السعودي” بدءاً من عام 2020م، وذلك امتداداً لمبادراتها المتعلقة بالعمل التطوعي؛ التي من بينها: تدشين المنصة الوطنية للعمل التطوعي التي تعد حاضنة سعودية للعمل التطوعي، توفر بيئة آمنة تخدم وتنظم العلاقة بين المتطوعين والجهات الموفرة للفرص التطوعية في المملكة، حيث إن المنصة مربوطة بمركز المعلومات الوطني ومنصة “أبشر”، وتسهم في وصول المتطوعين للفرص التطوعية بكل يسر وسهولة.
ومن المعروف أن اليوم العالمي للتطوع أقرته الأمم المتحدة عام 1985م للتعريف بالعمل التطوعي وإبراز جهود المتطوعين، وتحفيز شرائح المجتمع كافة للمشاركة في المبادرات التطوعية التي تُطلَق في ذلك اليوم لتغطي مختلف الأصعدة، فيكون هذا اليوم ملتقًى سنوياً يعزز في المجتمع إحساس البذل والعطاء، وذلك في لفتة شكر وعرفان للمتطوعين في أنحاء العالم، تقديراً لجهودهم المبذولة، إلى جانب تعزيز ثقافة التطوع لدى المجتمعات.
ويعتبر العمل التطوعي من الواجبات الإنسانية في كافة مراحل العمر ويدل على تقدم الأمم وازدهارها، فالأمة كلما ازدادت في التقدم والرقي، ازداد انخراط مواطنيها في أعمال التطوعي. كما يعتبر العمل التطوعي من متطلبات الحياة ويجب تضافر كافة الجهود الرسمية والشعبية تشجيع الجميع للإنخراط في هذه الأعمال وتثقيف المجتمع بأهميته.
ويعد زيادة العمل التطوعي وحجم الانخراط فيه رمزاً من رموز تقدم الأمم وازدهارها، فالأمة كلما ازدادت في التقدم والرقي، ازداد انخراط مواطنيها في أعمال التطوع الخيري. كما يعد الانخراط في العمل التطوعي مطلب من متطلبات الحياة المعاصرة التي أتت بالتنمية والتطور السريع في كافة المجالات.
إن تعقد الحياة الاجتماعية وتطور الظروف المعاشية والتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والأمنية والتقنية المتسارعة تملي علينا أوضاعاً وظروفاً جديدة تقف الحكومات أحياناً عاجزة عن مجاراتها. مما يستدعي تضافر كافة جهود المجتمع الرسمية والشعبية لمواجهة هذا الواقع وهذه الأوضاع. ومن هنا يأتي دور العمل التطوعي الفاعل والمؤازر للجهود الرسمية.
وقد أثبتت التجارب أن بعض الأجهزة الرسمية لا تستطيع وحدها تحقيق كافة غايات خطط ومشاريع التنمية دون المشاركة التطوعية الفعالة للمواطنين والجمعيات الأهلية التي يمكنها الإسهام بدور فاعل في عمليات التنمية نظراً لمرونتها وسرعة اتخاذ القرار فيها. ولهذا اعتنت الدول الحديثة بهذا الجانب لمعالجة مشاكل العصر والتغلب على كثير من الظروف الطارئة، في منظومة رائعة من التحالف والتكاتف بين القطاع الحكومي والقطاع الأهلي.