نيوميديا

المشاركون في جلسة مستقبل القلم العربي يدعون لميثاق شرف أخلاقي للإعلام الرقمي

 

دبي – سويفت نيوز:

أكد كُتّاب وإعلاميون أن التغيرات التي طرأت على المجتمع العربي خلال السنوات الماضية لأسباب متعددة، في ظل الثورة الرقمية وسيادة عصر الإنترنت وتزايد تأثير منصات التواصل الاجتماعي مع تراجع الإعلام التقليدي تظهر الحاجة الماسة للتطوير المستمر للغة الإعلامية في الإعلام بأشكاله المختلفة كي يتمكن من الوصول إلى القاعدة العريضة من الجمهور العربي والتي يمثلها الشباب الذين يشكلون أكثر من 50% من هذا المجتمع.

وأشاروا إلى أهمية مواكبة العصر والمزج بين الرصانة وجاذبية اللغة ضمن ضوابط ومعايير حاكمة، كما دعوا إلى صياغة ميثاق شرف أخلاقي للإعلام الرقمي ينجو به من فوضى اللغة والمحتوى لما لاستمرار ذلك من خطورة على جمهور المتلقين.

جاء ذلك خلال الجلسة النقاشية التي حملت عنوان ” مستقبل القلم العربي”، والتي عقدت خلال اليوم الأول لمنتدى الإعلام العربي الذي يحتفل بمرور20 عاماً على انطلاقه، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، بحضور ومشاركة أكثر من 3000 شخصية من قادة المؤسسات الإعلامية ورؤساء التحرير والمفكرين والكُتّاب والصحفيين.

شارك في الجلسة الكاتب العراقي الدكتور رشيد الخيون، والكاتب الإماراتي ناصر الظاهري، والكاتبة والإعلامية المصرية أمينة خيري، وأدارتها الإعلامية الإماراتية صفية الشحي، حيث تطرقت الجلسة إلى مفهوم النخبة الإعلامية والتحديات التي تواجه الإعلام التقليدي وفرص الحفاظ عليه ومواكبته لتغيرات العصر وتأثيراتها على القاعدة الأكبر من المتلقين، وكيف يرى هذا الجمهور الإعلام واحتياجاته منه.

بدأت الجلسة بتعريف “النخبة” وهل اختلف في هذا الزمن الذي تغيرت فيه الكثير من المعايير، حيث قالت أمينة خيري إنه مع عصر الإنترنت وتأثيراته المتنوعة أصبحت هناك تعريفات مختلفة، فهناك نخبة للإعلام التقليدي ونخبة لوسائل التواصل الاجتماعي من المؤثرين وغير ذلك، مشيرة إلى أن الأقلام العربية المعروفة التي يمكن تصنيفها بأنها صانعة وموجهة للرأي تزيد أعمارهم عن 40 عاماً، كما أن قراءهم هم الأكبر سناً، أما نخبة التواصل الاجتماعي فهم الأصغر سناً والأكثر عدداً بالمجتمع العربي، حيث أصبح بإمكان الكثيرين أن يكونوا نجوماً لهذا النمط “الإعلامي”، ما أحدث تحولات كثيرة في صناعة النخب الإعلامية.

وقالت إنه رغم زيادة تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن الصورة ليست قاتمة بالنسبة للصحافة التقليدية التي تمر حالياً بمرحلة محاولة البقاء على قيد الحياة لما فيها من ضوابط وأخلاقيات، مشيرةً إلى ” إندبندنت عربية” كنموذج للصحافة التقليدية المتجددة بما فيها من ضوابط مهنية وأخلاقية تجعلها قادرة على التأثير.

وأكدت أمينة خيري أن الرسالة الإعلامية لابد لها من استخدام أدوات تلائم الجيل الجديد مع ضرورة وجود منطقة وسط تمزج بين القديم والجديد وتواكب مستجدات العصر، ومن هنا لابد لأصحاب القلم العربي من التحديث المستمر، وبذل مزيد من الجهد للتواجد في هذه المنطقة الوسط، مؤكدة أن المزج بين الإعلام التقليدي والجديد يمثل أحد الحلول للخروج من الأزمة التي يعانيها القطاع الإعلامي حالياً، مؤكدة الحاجة لنقاط التقاء ولغة وأدوات جديدة تصل إلى القاعدة العريضة من الجمهور العربي التي يمثلها الشباب والأجيال الجديدة.

واتفق مع ذلك الكاتب العراقي الدكتور رشيد الخيون بقوله إن القلم يظل له تأثيره، ومن هنا لابد له من التحسين والتطوير لمواكبة المستجدات،

وأضاف :” في كل زمن يوجد مثقف وكاتب له تأثيره أياً كانت وسيلته في التعبير والكتابة سواءً بالقلم أو الـ key board”، مؤكداً أن الكتابة حرفة لها أصول وضوابط أخلاقية ومهنية ضمن معايير حاكمة”.

وقال أن النخبة تَصنع نفسها ولا تُصنع، وأن النخبة أمس واليوم وغداً هي البنية التحتية، مضيفاً :”لا يوجد مجتمع محدد يصنع نخبة، بل لدينا كاتب ومثقف يتوجه إليه الجمهور من خلال تراكم الخبرة أما التأثير فهو مفتوح للجمهور”.

من جانبه، يرى الكاتب الإماراتي ناصر الظاهري أن العوامل السياسية والاقتصادية في الكثير من البلدان العربية قد غيرت الهرم، حيث لم يعد التأثير الأكبر للمفكر والأديب وصاحب القلم الرصين، وقال :” الإعلام الرقمي حالياً يلغي القلم والحبر.. القلم العربي مر بتغيرات سياسية واجتماعية .. لدينا زخم كبير للإعلام الرقمي في ظل تراجع تأثير الإعلام التقليدي”، مضيفاً أن الإعلام الإلكتروني يعمل بفردية ويفتقد للمصداقية، لكنه في المقابل يصل للجمهور ويؤثر ويغير بشكل أكبر، بينما الإعلام التقليدي يحتضر وأصبح أقل تأثيراً ” .

ودعا ناصر الظاهري إلى استثمار منتدى الإعلام العربي وما يضمه من حشد كبير من الإعلاميين والكتاب والمفكرين لوضع وصياغة مسودة “ميثاق شرف أخلاقي للإعلام الرقمي” بمعايير وضوابط تنقذه من الفوضى المنتشرة حالياً، موضحاً أن الإعلام التقليدي لديه ضوابط أخلاقية بصرف النظر عن مدى الالتزام بها والقدرة على تطبيقها بين من ينتمون إليه، مضيفاً أن صياغة هذه الضوابط الأخلاقية للإعلام الرقمي يمكن أن تتم من خلال ندوات وملتقيات تعقد تحت مظلة منتدى الإعلام العربي بما لديه من مصداقية وتأثير وحشده للنخب الإعلامية والفكرية، مؤكداً أن الحاجة لميثاق شرفي أخلاقي للإعلام الرقمي تأتي في ظل تأثيره الكبير في الوقت الراهن وبحكم أنه أصبح واقعاً لا مفر منه، مؤكداً على ضرورة احتضان الإعلام الهادف والتصدي لكل ما هو غث وردئ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى