لوح وحبر “سنو”.. نجل أول معلم ب”كتاتيب قصر المؤسّس” بالشمالية يروي
الرياض_سويفت نيوز :
تُعد مرحلة “الكتاتيب” التي قامت في قصر الإمارة -قصر الملك عبدالعزيز الأثري- في قرية لينة بمنطقة الحدود الشمالية، أولى مراحل التعليم غير الرسمي في منطقة الحدود الشمالية، حيث كانت في عام 1361هـ
ويُعدُّ الشيخ عبدالله بن دليم، أول معلم ومربٍ لهذه المرحلة، حيث كان يجمع طلابه في مسجد القصر ليعلمهم القرآن الكريم ومبادئ القراءة والكتابة، على أدوات بدائية تشمل اللوح الخشبي يكتب عليه بالحبر المصنوع من سنو الحديد
ويتحدث عن هذه المرحلة صالح بن عبدالله الدليم، ابن الشيخ عبدالله -رحمه الله-؛ حيت قال: “في عام 1361هـ غادر الشيخ ابن دليم بلدته ضرما متجها إلى لينة، بدعوة من أميرها سليمان الشنيفي، ليكون إمامًا لمسجد الإمارة ومعلمًا لأبناء الأمير وأبناء أهالي لينة”
وقال: إن والده الشيخ ابن دليم كان يجمع طلابه في مسجد قصر الإمارة يعلمهم القرآن الكريم ومبادئ القراءة والكتابة، فكان كل متعلم يحضر معه لوحاً خشبياً صغيراً وسطحه مصبوغ وأملس، لتسهل الكتابة عليه بالحبر الذي كان يصنع من سنو الحديد، ليقوم الصبي بتهجئتها باستمرار، ويحمل اللوح معه إلى المنزل ليسترجع المعلومات المكتوبة عليها بين حين وآخر
وأضاف صالح بن دليم، أن أوقات الدراسة آنذاك كانت تبدأ في الصباح حتى صلاة الظهر، تعقبها فترة راحة إلى العصر، ثم يعودون بعد العصر إلى الدراسة حتى قبل المغرب بساعة بعدها ينصرفون إلى منازلهم
وكانت الدراسة طيلة أيام السنة عدا أيام الجمع والأعياد، حيث يمكث الصبي في تعليمه عند الشيخ سنة أو سنتين تزيد وتنقص حسب قدرة الصبي واجتهاده، ولم يقتصر دور المربي الفاضل عبدالله دليم على تعليم الأطفال القراءة والكتابة ونحوها، بل يتابع ويلاحظ تصرفات طلابه وسلوكياتهم داخل المجتمع، ومتابعة مدى التزامهم بتأدية الصلاة مع الجماعة في المسجد
هذا وقد بقي هذا الوضع التعليمي غير الرسمي على ما هو عليه حتى قيام المنطقة ودخولها حقبة جديدة من الحياة بعد مد خط الأنابيب (التابلاين) وما أعقبة من تغيرات جذرية شملت جميع أوجه الحياة المختلفة في المنطقة بما فيها التعليم
وفي 1372هـ بدأت الحركة التعليمية النظامية في المنطقة، وذلك بإنشاء ثلاث مدارس ابتدائية، وهي: مدرسة الإمام محمد بن عبدالوهاب الابتدائية في عرعر، ومدرسة هارون الرشيد الابتدائية في رفحاء، ومدرسة حطين الابتدائية في طريف
ويشهد التعليم بالمنطقة حالياً تطوراً كبيراً، إذ بلغ عدد المدارس بمختلف المراحل أكثر من 500 مدرسة، يصل عدد الدارسين فيها إلى قرابة 84 ألف طالب