الطلب المحلي يشهد تعافياً كبيراً واستمرار الإنفاق الاستهلاكي يعيد إلى قطاع التجزئة حيويته في المملكة
الرياض – سويفت نيوز:
أصدرت جيه إل إل، الشركة الرائدة في الخدمات المهنية والمتخصصة في إدارة العقارات والاستثمارات، تقريراً بعنوان “سوق العقارات في المملكة العربية السعودية للربع الثاني من عام 2022” أشارت فيه إلى زيادة المعروض في قطاع منافذ التجزئة بالمملكة العربية السعودية خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، في حين شهد الطلب المحلي تعافياً واسعاً عقب تخفيف القيود المفروضة بسبب جائحة كوفيد -19.
وبحسب التقرير الجديد، شهد النصف الأول من العام دخول نحو 55000 متر مربع إلى إجمالي المعروض من مساحات التجزئة في الرياض، ليصل إجمالي المساحات في العاصمة إلى 3,3 مليون متر مربع، في حين ارتفعت مساحة التجزئة في جدة بمقدار 16000 متر مربع. إلى 1.7 مليون متر مربع وارتفعت في مكة المكرمة بمقدار 17500 متر مربع. إلى 1.4 مليون متر مربع في النصف الأول من العام. بينما لم تشهد حاضرة الدمام إنجاز أي مشاريع كبرى في النصف الأول من العام، ليبقى المعروض من منافذ التجزئة مستقراً عند 1,2 مليون متر مربع.
وفي هذا السياق، صرح خوار خان، رئيس قسم البحوث لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا لدى جيه إل إل قائلاً: “أعلنت المملكة العربية السعودية عن سماحها باستقبال أكثر من مليون حاج لأداء الحج هذا العام، وذلك للمرة الأولى خلال عامين منذ فرض قيود الجائحة. ومن المتوقع لهذه الخطوة أن تقدم دفعة لقطاع التجزئة في مكة المكرمة، وتدعم أهداف المملكة الرامية لزيادة عدد الزوار الأجانب بمعدل ثلاثة أضعاف ليصل إلى 12 مليون زائر هذا العام. وبالمجمل، من المرجح أن يكون لارتفاع عدد الزوار آثار إيجابية على سوق التجزئة في المملكة العربية السعودية. وتؤثر هذه العوامل أيضاً بشكل إيجابي على قطاع الضيافة في المدينة المقدسة، علاوة على سوق الرياض وجدة، حيث شهدت معدلات إشغال الفنادق ارتفاعاً في النصف الأول من العام الجاري”.
وأظهرت أحدث البيانات الواردة من مؤسسة النقد العربي السعودي عن شهري أبريل ومايو من العام 2022 أن قيمة معاملات نقاط البيع قفزت بنسبة 16% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي ليصل إجماليها إلى 91,8 مليار ريال سعودي في جميع أنحاء المملكة. وعلاوة على ذلك، ارتفعت قراءة مؤشر مديري المشتريات لتصل إلى 57 في يونيو مقارنة بقراءته في شهر مايو (55,7) لتحافظ على اتجاهها الصاعد للشهر الثاني والعشرين على التوالي وهو ما يدل على نمو صحي في نشاط القطاع الخاص غير النفطي خلال الفترة من بداية هذا العام وحتى تاريخه.
ورغم الانخفاض الذي شهده معدل الشواغر في العاصمة مقارنة بنفس الربع من العام الماضي، بقي المعدل من خانتين في الربع الثاني. وأدت زيادة المتوفر من مساحات منافذ التجزئة في الرياض إلى انخفاض الإيجارات. وفي ملاحظة أكثر ايجابية ارتفاع الإيجارات في جدة بنسبة 3% في المتوسط في المراكز التجارية الإقليمية والمراكز التجارية الإقليمية الكبرى. وكان أداء مراكز التجزئة في حاضرة الدمام ومكة مستقراً بشكل كبير خلال الأشهر الستة الأولى من هذا العام.
كما أشار التقرير إلى سعي الملاك في الوقت الحالي إلى تنفيذ استراتيجيات متعددة لجذب مستأجرين جدد والاحتفاظ بالمستأجرين الحاليين. ومن بين هذه الاستراتيجيات إدخال مرافق المأكولات والمشروبات والمرافق الترفيهية داخل مراكز التجزئة لزيادة الإقبال. وتتفوق حالياً المشروعات التي تعتمد نهجاً سوقياً مماثلاً على بقية مشاريع السوق من حيث الإشغال والإقبال.
وجدير بالذكر أن الزيادة الهائلة في أعداد المعتمرين الذين يزورون المملكة لأداء مناسك العمرة، خاصة خلال شهر رمضان المبارك، تعزى إلى حد كبير إلى تخفيف القيود المفروضة بسبب جائحة كوفيد-19 والتغييرات التي طرأت على قواعد إصدار التأشيرات مما أدى إلى تسجيل قطاع الضيافة والفنادق بمكة المكرمة لأداء قوي خلال الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام بزيادة في معدل الإشغال تبلغ حوالي ثلاثة أضعاف (من 21% في الأشهر الخمسة الأولى في 2021 إلى 60% في الفترة نفسها من 2022) مع زيادة بمعدل من خانة واحدة في متوسط السعر اليومي الذي وصل إلى 172 دولاراً أمريكياً مما أدى إلى قفزة في الإيرادات لكل غرفة متاحة ليصل إلى 103 دولار أمريكي في الفترة من يناير- مايو 2022، محققاً أعلى مستوى له منذ 2019.
وساهم مهرجان موسم الرياض الترفيهي ومهرجان موسم جدة في انتعاش قطاع الضيافة والفنادق هذا العام، إذ استقبلت العاصمة أكثر من 15 مليون زائر على مدار مدة المهرجان الذي استمر لخمسة أشهر، مما أدى إلى ارتفاع معدل الإشغال في المدينة إلى 62% في الفترة بين يناير ومايو 2022 (من 46% في نفس الفترة من عام 2021) وارتفاع متوسط السعر اليومي بنسبة 23% ليصل إلى 179 دولاراً أمريكياً. وأدى التحسن الذي شهدته المدينتان إلى ارتفاع معدل الإيراد لكل غرفة متاحة إلى 111 دولاراً أمريكياً، حيث استقبلت جدة ما يزيد عن خمسة ملايين زائر خلال شهري المهرجان مما رفع معدل الإشغال من 42% في الأشهر الخمسة الأولى من 2021 إلى 49% في الفترة ذاتها من 2022 وارتفع معدل السعر اليومي بنسبة 5% ليصل إلى 200 دولاراً أمريكياً.
وعلى صعيد سوق الوحدات السكنية، أشار التقرير إلى أن الرياض استحوذت على النصيب الأكبر من الوحدات السكنية الجديدة حتى الآن في ظل إنجاز 16000 وحدة مما رفع المعروض من الوحدات السكنية في العاصمة إلى 1,4 مليون في الربع الثاني من 2022. بينما وصل إجمالي عدد الوحدات الجديدة المنجزة في جدة ومكة وحاضرة الدمام في النصف الأول من العام إلى 9000 وحدة. ومن المنتظر تسليم حوالي 16000 وحدة أخرى خلال المدة المتبقية من العام في الرياض (ما يوازي 1,1% من المعروض الحالي)، و10000 وحدة في حاضرة الدمام (2,7%) و9000 وحدة في جدة (1,1%) و5000 وحدة في مكة (1,2%).
وفي الرياض، شهدت الشهور الأخيرة تراجعاً في نشاط المعاملات السكنية، ولكن الإيجارات كانت ترتفع باستمرار بسبب انتعاش سوق العمل. وفي جدة أدت عملية إعادة التطوير الجارية والنمو الناتج عنها في الطلب على الإسكان إلى ارتفاع الأسعار والإيجارات بواقع 3% و7% على التوالي في الربع الثاني.
وفي العاصمة، لا يزال الطلب الأساسي على العقارات السكنية قوياً ومن المتوقع استمرار ارتفاعه على المدى البعيد في ظل سعي الحكومة الحثيث إلى تحقيق هدفها الطموح المتمثل في جعل المدينة واحدة من أكبر 10 مدن في العالم بحلول 2030. وشهدت المواقع القريبة من المناطق التجارية نمواً كبيراً في الطلب في الفترة الأخيرة، إذ تواصل الرياض جذب المواهب العالمية.
أما في سوق مساحات المكاتب، واصلت الرياض جذب الجهات الحكومية والمؤسسات التابعة لها وكذلك الشركات العالمية والمحلية الراغبة في توسيع حضورها أو الانتقال إلى موقع آخر داخل مركز الأعمال للمملكة. وشهدت جدة في النصف الأول من العام تسليم أكبر قدر من مساحات المكاتب بعد إنجاز العمل في 16000 متر مربع ليرتفع إجمالي المعروض من مساحات المكاتب في المدينة إلى حوالي 1,2 مليون متر مربع. وخلال الفترة ذاتها، شهد إجمالي المعروض في الرياض دخول 14000 متر مربع، بينما زاد المعروض في مكة المكرمة بنحو 1400 متر مربع. وفيما يتعلق بالمعروض المستقبلي في النصف الثاني من العام، من المخطط تسليم 391 ألف متر مربع من مساحات المكاتب في الرياض وجدة ومكة المكرمة وحاضرة الدمام معاً.