خبراء عالميون يؤكدون .. صناعة الفضاء أساسية للأمن الوطني والنمو الإقتصادي
أبوظبي – سويفت نيوز:
ناقش خبراء من حول العالم فوائد تطوير الاتصالات عن طريق الأقمار الصناعية للأهداف التجارية والأمن الوطني، والتحديات التي تواجه هذا القطاع من ناحية القيود على القدرات والمراجعات في الميزانيات والقوة العاملة ذات الكفاءات، وذلك خلال فعاليات الدورة الرابعة من مؤتمر “الإتصالات الفضائية العسكرية” الشرق الأوسط التي عُقدت في العاصمة الإماراتية أبوظبي اليوم.
وأوضح الدكتور محمد ناصر الاحبابي المدير العام لوكالة الامارات للفضاء كيف أن وضع أساسات وتطبيقات صلبة أدى الى تأثير إيجابي وساهم في تحسين مستوى المعيشة حول العالم وعلى النمو الإقتصادي العالمي، والذي تمتد فوائده الى ما هو أبعد من حدود الدول التي وصلت الى الفضاء. كما أوضح الأحبابي أن حوالي 60 دولة تملك وتشغل قمراً صناعياً واحداً على الأقل.
من جانبه، قال مسعود شريف محمد، الرئيس التنفيذي “للياه سات”: “يعتبر مؤتمر الإتصالات الفضائية العسكريةبمثابة منصة فريدة تتيح لنا الاطلاع على بعض من أهم المسائل والتطورات التكنولوجية المرتبطة بقطاع الاتصالات الفضائية. وبصفتنا مطوراً رائداً لحلول الاتصالات الفضائية في المنطقة، فنحن نشارك بشكل فاعل في هذا المؤتمر من أجل توفير حلول شاملة لعملائنا. أضف إلى ذلك، فإن المشاركة في هذا المؤتمر تشكل أهمية بالنسبة إلينا من خلال دراسة الاتجاهات وفهم أهم الديناميكيات والتحديات التي تعترض قطاع الاتصالات الفضائية والعمل على إيجاد حلول لها وتلبية متطلبات هذا القطاع.”
“نهدف في “ياه سات” إلى توظيف عنصر الابتكار في الجيل القادم من خدمات الاتصالات الفضائية الدفاعية. إن توفير خدمات للحكومة يشكل جزءاً هاماً من منظومة الخدمات التي نقدمها لعملائنا، حيث نجحنا في توفير حلول اتصالات فضائية شاملة لعدد من عملائنا الحكوميين والتجاريين.”
وقدرت سوق تطبيقات الأقمار الصناعية العالمية في العام 2013 بحوالي 3.05 مليار دولار أمريكي، ومن المتوقع أن تصل الى 3.82 مليار دولار أمريكي بحلول العام 2020، أي بزيادة في معدل النمو السنوي المركب بحوالي 2.5%، كما أنه من المتوقع أن يشهد قطاع الاتصالات عبر الأقمار الصناعية الثابتة نمواً بحوالي 33% خلال العقد القادم.
ومن المتوقع أن تنمو سوق الاتصالات عن طريق الأقمار الصناعية في مناطق الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ بشكل كبير خلال الأعوام العشرة القادمة، نظراً للإتجاه القوي نحو تطوير القوات العسكرية في هذه الأسواق. وسيؤدي تعزيز الصناعة بين الموردين وجهود التعاون بين القوات الدفاعية الى تشارك في الموارد، خاصة في السوق الأوروبية.
وشرح الدكتور الأحبابي كيف أبدت قيادة دولة الإمارات التزاماً تجاه إبقاء الدولة في طليعة الدول في مجال اكتشاف الفضاء، وذلك من خلالالإعلان عن تأسيس وكالة الإمارات للفضاء وإطلاق مشروع مسبار المريخ.
وستكون الوكالة التي أنشأت حديثاً مسؤولة عن تنظيم قطاع الفضاء في الدولة، وعن توفير فرص عمل للمواطنين الإماراتيين في هذا القطاع من خلال رفع مستوى المعرفة في كيف يلعب الفضاء دوراً أساسياً في النمو الإقتصادي المستدام للدولة. وتستمر صناعات الطيران والفضاء في الدولة في أن تكون عاملاً دافعاً للإقتصاد الوطني، وتقوم الدولة حالياً بتشغيل أكثر من 7 أقمار صناعية للأهداف التجارية والاتصالات.
كما تتواصل الاستثمارات في تكنولوجيا الفضاء في دولة الإمارات، حيث تعمل الدولة على تطوير خطة استراتيجية طويلة الأمد لوضع أساس متين ومستدام للإبتكارات في مجال إكتشاف الفضاء، والتي من شأنها أن تساعد في نمو العلوم والاقتصاد القائم على المعرفة. وعند المقارنة مع قطاع الفضاء العالمي الذي يقدر بحوالي 300 مليار دولار أمريكي، تعتبر استثمارات الدولة في مجال الفضاء كبيرة جداً فهي تقدر بحوالي 20 مليار درهم إماراتي (5.44 مليار دولار أمريكي).
وسلط العميد الركن الدكتور مبارك سعيد غافان الجابري رئيس هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في القيادة العامة للقوات المسلحة الضوء على أهمية الإبتكار ودور التكنولوجيا المتطورة. وشرح كيف كانت القوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة رائدة في تطوير هذا القطاع، وكيف تعاونت مع المتخصصين العالميين بهدف تحسين قدرات الاتصالات عن طريق الأقمار الصناعية.
وقال الجابري: “إن المتطلبات التشغيلية المتنامية والمتغيرة لأنظمة الاتصالات العسكرية أدت الى تعقيدات في ساحات المعارك الحديثة والحروب الإلكترونية، مما يؤكد على أهمية توفير حلول اتصالات عن طريق الأقمار الإصطناعية للقادة العسكريين، وذلك بهدف تطبيق خططهم والوصول الى التفوق العالمي على الأعداء.”
ويضم برنامج المؤتمر لهذا العام “ندوة الفضاء العسكري” والتي تقام يوم 26 فبراير، والتي ستركز على الدفاع العسكري الفضائي وتكنولوجيا الأمن. وستركز الندوة على ضرورة تطبيق تكنولوجيا الفضاء في إدارة عمليات دفاع عسكري فعالة في حالات السلم والحرب والكوارث الطبيعية.
وتجدر الإشارة إلى أن حضور مؤتمر الإتصالات الفضائية العسكريةفي الشرق الأوسط يقتصر على الشخصيات الذين يتم توجيه الدعوات إليها فقط.