أحاديث حظرٍ معقّمة (86)
بقلم – عدنان صعيدي
بشغف كبير أخذت أقلب صفحات كتاب أهداه الي المستشار القانوني الأستاذ مصطفى صبري وعنوانه ( حكايات شعبية قديمة من حارة الهنداوية بجدة وحديث عن بعض المعالم القديمة بها ) لمؤلفه الأستاذ صالح علي المسند، وسبب شغفي هو جملة ( عن بعض المعالم القديمة بها ) لأني كنت ارجو ان اجد فيه ذكراً لأول مبنى لإذاعة جدة حيث سبق وذكر لي معالي الشيخ جميل الحجيلان أن أول مبنى لإذاعة جدة كان في الهنداوية، وانه كان يسجل فيه قصصه منذ عام 1952م .
استعرضت بشكل سريع عناوين المعالم التي يتحدث عنها المؤلف فلم اجد أي ذكر لمبنى الإذاعة فأخذت اقلب صفحات الكتاب حتى وصلت الى اخر حكاية وعنوانها ( ثريا بنت حارتنا ) فظننت أنه سوف يتحدث عن الشاعرة الغنائية الكبيرة ثريا قابل، وأيضا خاب ظني فثريا التي يتحدث عنها المؤلف هي سيدة كانت صديقة المؤلف زمن الطفولة في حارة الهنداوية بحكم الجيرة.
واغرب ما في الحكاية هو قيام ابن السيدة ثريا بالتواصل مع صديق والدته الأستاذ صالح علي المسند ليستذكر معه أجمل وأروع حكايات الطفولة البريئة التي عاشتها والدته في الهنداوية حيث وصف المسند السيدة ثريا بانها متفننة في الاذية ــ وهو يعني بذلك شقاوة الأطفال ــ ثم يسترسل المسند في الوصف بقوله : ( بنت حارة وتدق هد وكانت تفتح لنا غطيان قوارير الببسي بسنونها وكمان تقشر لأبوها اسلاك الكهرباء بسنونها لما يبغ يوصل اسلاك )
حقا هو زمن الطيبين . . حقا هو زمن البراءة والنفوس النقية، لكن المفاجأة الكبيرة في حكاية ( ثريا بنت حارتنا ) ان ابنها أعاد للمسند صورته وهو طفل التي اهداها لامه . . يتبع .