الطوافة مهنة متوارثة عبر الأجيال ..تطورت إلى إرشاد سياحي ديني

سويفت نيوز_الخبر

الطوافة مهنة قديمة عرفها أهل مكة وتوارثوها عبر الأجيال رجالاً ونساء، فتقوم النساء بخدمة الحاجات لبيت الله الحرام وتحويل عبادة الحج إلى متعة ورحلة سياحية دينية ثقافية واجتماعية، فيلتقين بالحاجات ويرشدنهن لتعاليم الدين الحنيف وتعليمهن مناسك الحج، والاهتمام بهن من الناحية الصحية.

وتقول المرشدة السياحية في إحدى مؤسسات الطوافة ياسمين البحيري إن مهنة الطوافة للمرأة تقتصر على الإرشاد السياحي الديني والثقافي والصحي وإن هناك لجنة نسائية متكاملة لخدمة حجاج بيت الله الحرام من النساء، مكونة من لجنة صحية ومرشدات ســـــــــــياحيات ومعلمـات قرآن داعيات ومشرفات وكل فريق له عمله الخاص.

وتشير ياسمين إلى دورها في الإرشاد السياحي الديني أذ تأخذ الحاجات إلى زيارة معالم مكة وجدة وتعريفهن بتاريخ أهل الحجاز وخصوصاً أهل مكة وتثقيف الحاجات بتقاليد وعادات أهل المملكة، ورؤيتهن لما وصلت إليه المملكة من حضارة ورقي وتطور في العلوم المختلفة.

وعن أهم الأماكن التي تزورها الحاجات تقول البحيري: «عند وصول الحاجات نأخذهن لزيارة الأماكن المقدسة قبل كل شيء»، وتعليمهن بمناسك الحج خطوة بخطوة حتى إذا جاء يوم عرفة والنحر وأيام العيد يقمن بشعائرهن بكل يسر وسهولة من دون عوائق أو استفسارات، ولا يقتصر عمل المرشدات عند هذا الحد بل يمتد إلى تثقيف الحاجات عبر المحاضرات التوعوية عن الحج وأحكام الدين وأركان الإسلام والصلاة من داعيات متخصصات، وأيضاً تحفيظ القرآن على أيدي معلمات متخصصات في علوم القرآن وبذلك نجعل زيارتهن شاملة جميع الأركان دينياً وصحياً وثقافياً وسياحياً ونفسياً.

وتقول البحيري: بعد انتهاء الحج نأخذهن إلى مصنع كسوة الكعبة، وعمارة الحرمين الشريفين ومتحف مكة للتراث الإسلامي، وجبل الرحمة والأسواق والجامعات والبحر في جدة ودور العجزة والأيتام، وتشير البحيري إلى أن الحاجات غالباً ما يأتين وفي اعتقادهن أن المرأة السعودية منقطعة عن العالم الخارجي وأن العباءة تشكل عائقاً أمام تحرك المرأة السعودية، « لذا نأخذهن إلى الجامعات ونـرى نظــرات الإعجاب والانبهـــار فــــي عيونهن من أن العباءة لا تعيق عمل المرأة وأن السعودية تعمل وتخرج بكامل حشمتها وحجابها، وتستطيع من خلف النقاب أن تسير كل أمورها ولا شيء يعيقها».

ومن ضمن البرامج أيضاً تقول ياسمين البحيري: «إقامة حفلة استقبال للحاجات وحفلة توديع في بيت إحدى المطوفات، وتعريفهن بالعادات المكية وتذوق أشهر أكلات أهل مكة، ويتم خلال الاحتفال تبادل الثقافات والمعلومات عن عادات كل بلد فتتفاعل النساء معنا ويقمن بشرح وتـمثيل عاداتهن وتقاليدهن في المناسبات المختلفة من أسبوع المواليد والزواج والغمرة والأعياد ويخبرننا عن أشهر أكلات بلدانهن، ونحن نحرص بدورنا أن نترك أثراً طيباً في نفوسهن بتسليتهن وإدخال المتعة والبهجة لقلوبهن».

أما أهم مشكلة تواجه المرأة السعودية في خدمة الحجيج وتكاد المشكلة الوحيدة تقول ياسمين البحيري: إنها المواصلات، إذ إنها لا تتوافر دائماً لها وكذلك المؤسسة توفر باصاً صغيراً لا يكفي عدد الحاجات كلهن فنضطر إلى أخذ عدد معين في الرحلات في حين أن كل الحاجات يرغبن في رؤية الأماكن والمعالم السياحية والتعرف عليها. وتشير البحيري: «ما يحزنني كثيراً الذهاب مع عدد قليل ورؤية الباقيات يتحسرن شوقاً للذهاب ولا نستطيع أخذهن بسبب عدم كفاية المقاعد في الميكروباص»، وتتمنى أن توفر المؤسسات باصات كبيرة تحمل أعداداً كبيرة من النساء.

وتوضح البحيري أنه في حال تم حل مشكلة المواصلات وتوفير باصات كبيرة فإن المرشدات سيرتحن من المشاوير الكثيرة وستترتب الرحلات، إذ إن ما يشعرها بالخجل من أصحاب المصانع والمعالم السياحية أنها عندما تنسق معهم يعتقدون أنها ستأتي بمئة حاجة ولكنها لا تستطيع إلا أخذ 20 أو 30 على أقل تقدير.