دروس من الصين في مواجهة الأزمات
جدة – أحمد حندوق:
بالرغم من محاولاتي الوصول إلى أصل المقالة المرفقة التي وصلتني من أحد أصدقائي بالولايات المتحدة ويتم تداولها بشكل واسع عبر شبكات التواصل الاجتماعي الا انني رأيت من الواجب علي أن أشارك في نشرها عبر سويفت نيوز لما تحتوية من دروس مستفادة في كيفية ادارة الازمات التي تصيب اي بلد دون سابق انذار
اترككم مع المقالة التي أثق تمام الثقة انها ستنال اعجابكم كما نالت اعجابي وتحية خاصة لكاتبها
يقول الكاتب .. في الصين ظهر الوباء كورونا ، فقامت حكومة الصين بخطوات ادهشت العالم مرة أخرى من خلال سلوكها و ونجاحها في ضبط سلوك مليار ونصف مليار مواطن بكل يسر من خلال الحكم الرشيد والإيمان بالعلم :
– الشعب الصيني شعب صامت وهادئ ويواجه المشاكل بالحلول والأبحاث العلمية وليس بالصراخ والمقالات والبرامج الفضائية التي تملأ الدنيا صخبا وجنونا دون فائدة .
– تم حظر التجوال في العديد من المدن ( أقل هذه المدن عددا تصل نحو 12 مليون نسمة ) . وعلى الفور التزم الصينيون بالاوامر وأغلقت المطارات وتوقفت السيارات والتزم الصينيون في شققهم وبناياتهم واغلقوا النوافذ وقد أعدوا طعاما يكفي لاسبوعين .
– لم نسمع عن معارضة صينية تستغل الوباء وتخرج للصراخ والنعيق وتحرّض السكان على خرق حظر التجوال .
– في غضون أيام قلائل أقام الصينيون أكبر مستشفى على بعد 9 كم من أول تجمع سكني وتم تجهيز المشفى بالمعدات والمختبرات والأطباء وطواقم التمريض ..
– بدأ العلماء الصينيون فورا على ايجاد علاج ولم ينتظروا منظمة الصحة العالمية أن ترسل لهم العلاج .
– الحكومة الصينية كانت صادقة في كل كلمة ، ولم تتعامل مع الأمر على أنه سرا عسكريا ، وبشهادة جميع المنظمات الدولية أن الصينيين شعب صادق ولا يخلط بين الكوارث والمواقف الإنسانية مثلما يفعل البيت الابيض .
– المدن والتجمعات السكانية تنقسم الى أحياء ، وكل حي من هذه الاحياء يتكون من عدة ملايين من السكان وله مسؤول مباشر ، ويستطيع السكان الاتصال بمكتب الحي 24 ساعة في اليوم والحصول على أية خدمة يحتاجونها من دون واسطة ومن دون أن يضطر المواطن الصيني أن يقول أنا فلان أو قريب فلان أو أنه من هذا الحزب أو ذاك ، وفي حال وجود أي تقصير يتم تقديم مسؤول الحي للمحاكمة وقد تصل العقوبة الى الاعدام .
– من لا يجد طعاما في منزله خلال حظر التجوال يتصل بمكتب الحي فتقوم شركة التوصيل الحكومية بإرسال الطعام المناسب، للعائلة ما يكفي لمدة أسبوعين ويقوم عمال التوصيل بقرع الجرس وترك الطعام أمام الباب والمغادرة ،وتأخذ الاسرة طعامها مجانا دون أن تضطر للشرح او التفسير أو أن يقسم رب المنزل مئات الأيمان الغليظة أنه لا يملك الطعام ..
“فالأساس هو السلوك الصادق ومن يثبت العبث والسلوك العشوائي في مثل هذه الحالات ينل عقابا لا يمكن أن يتخيله” .
– أصحاب المركبات والمسافرين لا يحاولون إختراق حظر التجول والبحث عن طرق التفافية . ولا تجد في الشوارع غير المتطوّعين ” . الذين تطوّعوا بأرواحهم لنجدة المجتمع ، أطباء تطوّعوا وممرضات وباحثين وباحثات يطلبون الإذن من لجنة الحي للخروج وإنقاذ وطنهم وشعبهم .
“لا يوجد من يشكك بالرواية الرسمية في مثل هذه الحالات ، وينصت أهل الصين بكل ثقة للتوجيهات الطبية ، ولن تجد صيني يهرب الى قناة فضائية مجاورة ويسرد رواية مختلفة . بل عمل الاعلام الصيني كخلية نحل من أجل انقاذ الصين والبشرية من هذا الوباء” .
– سلوك الصين كدولة وحكومة وشعب ولجنة حي ومواطن ينسجم مع غاية واحدة وراقية، وهي( وقف الوباء وإنقاذ الارواح ) ،، وحين حاولت دول مغرورة تعتقد نفسها أفضل من الصين طلب إجلاء رعاياها فورا ومغادرة الصين . لم تنظر الصين في طلب هذه الدول على انه تشويه سمعة،او مضاعفة البلاء، بل استجابت فورا .
– وبدلاً من أن تسارع امريكا لارسال علمائها الى الصين فورا ،فقد طلبت أمريكا إجلاء عشرات الدبلوماسيين الأمريكان من الصين ، وهي خطوة غبية قد تنقل الفيروس الى القارة الامريكية كلها .
– الصين خسرت مئات الأرواح ومئات مليارات الدولارات في هذه الكارثة ، ولم نسمع رئيس الصين أو المخابرات الصينية او الجيش والأمن يتحدثون عن مؤامرة أو عن تقارير سرية لإستهداف الصين، مع ان الاحتمال وارد . بل شاهدنا كيف بادر الصينيون الى البحث عن علاج . .
-واخيرا فقد عاد للدراسة اكثر من 200 مليون طالب صيني ليستكملوا دراستهم ليس في مدارسهم وانما من خلال هواتفهم وحواسيبهم اللوحيه وهم في بيوتهم من خلال تلقي الدروس الذي ترسله المدارس من خلال النت ، ليثبتوا للعالم ان التعليم والعلم شيء مهم لا يمكن الاستغناء عنه مهما كانت الظروف …
هذا هو ما يسمى علم وفن إدارة الأزمات …
عافانا واياكم الله …