مقالات

وزارة العمل وخراب البيوت

بقلم – محمد البكر:

قد يتبادر لذهن القارئ الكريم أنني اخترت عنوان هذا المقال للنيل من وزارة العمل أو لتوجيه النقد لكل ما تقوم به من أعمال ضمن جهودها لتوطين الوظائف . فقد سبق أن أشدت بجهود معالي الوزير التي تصب في صالح المواطنين . فعندما يكون هناك عمل يستحق الشكر وجب علينا تقديمه من باب تشجيع العاملين في وزارته على جهودهم من جهة ، ولتحفيز الوزارات الأخرى على تقديم ما يرضي المواطنين ويدعمهم من جهة أخرى . أما إن كان هناك ما يستحق النقد ، فليقبل معاليه ما سأطرحه اليوم من نقد لآلية متابعة وتنفيذ قرارات السعودة . فرغم تقديرنا لكل قرار يصب في صالح الموظف السعودي ، إلا أننا نتألم عندما نشاهد تصرفات بعض مراقبي الوزارة ضد أصحاب بعض المنشآت الصغيرة التي بالكاد تستطيع تحقيق ربح يضمن دخلا لصاحبها ويساعدها على الاستمرار في العمل . فمنذ أن خصصت الوزارة نسبة للمراقب على أي عملية ضبط يقوم بها ويحصل بموجبها الغرامات المقررة نظاما ، والكثير من المواطنين أصحاب تلك المحلات أو المنشآت الصغيرة يعانون من عجرفة بعضهم ممن يتصيدون للمواطن السعودي ليحرروا عليه غرامة قد تصل إلى عشرين ألف ريال . وهذا مبلغ كبير يكفي لمصروف شهرين لعائلته ، كما لو كان “قطع أرزاق” ، وهو ما لا تقبله الدولة ولا قيادة هذا الوطن – حفظها الله .

أعود للتذكير بأنني أنتقد “الآلية” وليس القرار بحد ذاته . فليس من المعقول أن يبقى الموظف السعودي في المحل طيلة الساعات الثمان المطلوبة منه . فهو مثل أي إنسان آخر يريد الذهاب لدورة مياه أو ربما سيأخذ والدته أو زوجته أو أطفاله للمستشفى أو لمراجعة أي جهة حكومية . فما أن يخرج من المحل حتى يدخل المراقب ليحرر تلك الغرامة التي تقصم ظهر صاحب العمل . فالمراقب يقول إذا خرج الموظف السعودي عليك إغلاق محلك حتى يعود !!!  هل هذه آلية مقبولة عندكم في التعامل ؟! هل هذا تصرف يتوافق حتى من الناحية الإنسانية مع مواطن سعودي ؟!

لقد سبق أن انتقدت بعض رجال المرور ممن يتصيدو ن الأخطاء البسيطة للناس لتسجيل مخالفات عليهم ، وتفهمت قيادات المرور ذلك وأكدوا على رجالهم في الميدان بالتوقف عن مثل تلك التصرفات . واليوم جاء دوركم معالي الوزير للبحث عن آلية معقولة ومنصفة ؛  كي لا تظلمون أحدا من الناس البسطاء بفعل أحد مراقبيكم الذي ربما لم يفهم مقاصد تلك القرارات التي يراد تطبيقها ، فالظلم ظلمات يا معالي الوزير وهناك من سيسمع دعوة المظلوم سواء في الدنيا أوالآخرة . ولكم تحياتي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى