مهرجان ولي العهد للهجن الثاني يضع الطائف في صدارة الوجهات السياحية العربية
الطائف – واس:
إعداد: عقيل الحاتمي .. تصوير: فيصل الشيباني
يسعى مهرجان ولي العهد للهجن في مَرَّتِهِ الثانية، الذي يقام تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع – حفظه الله- وانطلقت أولى فعالياته في 29 ذي القعدة الماضي، الموافق 1 أغسطس 2019 م، ويستمر حتى يوم الجمعة 15 محرم 1441 الموافق 14 سبتمبر 2019م، على ميدان محافظة الطائف لسباقات الهجن، ضمن فعاليات موسم الطائف للعام الحالي، إلى أن يكون المهرجان العالمي الأول والرائد في رياضات الهجن، والأضخم من حيث قيمة جوائزه المالية التي تبلغ قيمتها الإجمالية 52 مليون ريال، وعدد أشواطه المخصصة لجميع الفئات التي تصل إلى 439 شوطًا، وعدد المطايا المشاركة التي تقارب 12 ألف مطية من مختلف الدول العربية إضافة إلى مشاركة مجموعة كبيرة من ملاك الهجن المحلية والدولية.
وحرصت الهيئة العامة للرياضية ممثلة بالاتحاد السعودي للهجن, باختيارها محافظة الطائف مقرًا لفعاليات مهرجان ولي العهد، على أرض ميدانها التاريخي للهجن، لما يمثله الميدان من مكانة تاريخية كونه من أقدم ميادين الهجن في الوطن العربي، إضافة إلى ما تمتلكه محافظة الطائف من مقومات طبيعية فريدة ومخزون تاريخي وثقافي ورياضي كبير قل أن يتوافر في سواها من المدن، فأجواءها الجميلة المعتدلة طوال العام يجعلها ملائمة لتنظيم مثل هذه الرياضات التي تحظى بإقبال كبير لدى أبناء الجزيرة العربية قاطبة، والتباين الخلاّق في بيئاتها الطبيعية، حيث تبرز أكثر من 400 قمة جبلية بأنحاء المحافظة في سلسلة تمتد من الغرب إلى جنوب شرق الطائف، ووجود عدد كبير من المواقع التاريخية خاصة المرتبطة بالثقافة والتراث الحضاري العربي المشترك ما يؤهلها إلى أن تكون صيف العرب وملتقاهم، حيث تحتضن الطائف سوق عكاظ التاريخي الذي يمثل نقطة التقى طرق القوافل التجارية القديمة وطرق الحج التاريخية، إضافة إلى وجود طريق الجمالة الأثري “طريق كرا” الرابط بين الطائف ومكة المكرمة عن طريق جبال الهدا، كل ذلك جعل من الطائف الاختيار الأمثل لإقامة مثل هذا الحدث الرياضي الكبير الذي يحمل اسم ولي سمو العهد.
واتخذ الاتحاد السعودي للهجن من الورد الطائفي شعارًا لمهرجان ولي العهد للهجن في مرته الأولى والثانية، سعيًا منه للترويج لهذا المنتج الزراعي الذي اشتهرت به محافظة الطائف واقترن دائمًا باسمها، ويمثل أحد المنتجات الزراعية التي اشتهرت الطائف بإنتاجه، حيث تنتج أكثر من 3 آلاف مزرعة من مزارعها المنتشرة في الهدا والشفا والوهط والوهيط مع نهاية كل شهر مارس وأوائل شهر إبريل من كل عام, حيث يبدأ موسم القطاف الذي يستمر مدة 45، أكثر من 470 مليون وردة يوميًا، وينتج أكثر 36 معملًا ومصنعا للورد الطائفي أكثر من 20 ألف تولة دهن الورد العطري في موسم الحصاد الواحد، متوقعًا زيادة اهتمام بهذا المنتج لما له من قيمة اقتصادية واهتمام كبير في السعودية وخارجها.
وأصبح زيادة مساهمة المهرجان في تنمية القطاع السياحي للمملكة بشكل عام ومحافظة الطائف بشكل خاص للترويج والتسويق لأشهر منتجاتها الزراعية ومواقعها التاريخية والأثرية هدفا إستراتيجيا للمهرجان، يعمل على تحقيقه من خلال إقامة الفعاليات والمهرجانات الضخمة التي تستقطب أعداد كبيرة من الزوار، والسياح والوفود الأجنبية، إضافة إلى المشاركين والعاملين بالمهرجان، ما يحقق عوائد اقتصادية مهمة، لها بالغ الأثر في دعم عجلة التنمية الاقتصادية والنشاط التجاري ويسهم في جعل محافظة الطائف في صدارة الوجهات السياحية على مستوى الوطن العربي والإقليمي، ويزيد من حركة التبادل والنشاط التجاري بالمحافظة، وينتج عنه زيادة للعوائد الاقتصادية للأسر المنتجة، والحرفيين، وزيادة حجم مبيعات الإبل والهجن، وسوق الأعلاف، بما يعود بالنفع على المواطنين بالمحافظة والمراكز المحيطة بها بشكل عام وملاك الإبل ومربي الهجن بشكل خاص.
وشهدت أسواق الإبل بمحافظة الطائف خلال الأشهر الماضية زيادة في أسعار الإبل والهجن، حيث سجلت حركة بيع وشراء لأعداد كبيرة من الهجن المشاركة في السباقات في مختلف الفئات، في ظل حرص كثير من ملاك الهجن على مواصلة المنافسة بالمهرجان، واستفاد من ذلك الكثير من العاملين في الأسواق المحيطة بالمهرجان عبر حركة البيع والشراء لمختلف المنتجات التجارية، ما شكل تأثيرًا بالغًا في حركة النشاط الاقتصادي بالطائف ومختلف مراكزها الإدارية من خلال فعاليات المهرجان المختلفة
وعمل مهرجان ولي العهد للهجن في مرته الثانية على تعزيز الجوانب الحضارية والوطنية، إضافة إلى دعم النشاط السياحي بمحافظة الطائف، بشكل خاص والمملكة بشكل عام ما جعلها واحدة من أكثر دول العالم حراكًا على صعيد تفعيل دور القطاع السياحي، وأسهم في زيادة الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما يأتي ضمن اهتمامات حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع – حفظهما الله – ودعمهم المستمر لمختلف قطاعات الدولة، والسعي لإنجاح الفعاليات والمناسبات المحلية والدولية، من خلال دعم البرامج والفعاليات والبطولات الرياضية المختلفة، بما يواكب رؤية المملكة 2030 الطموحة الهادفة إلى نقل اقتصاد البلاد إلى عصر ما بعد النفط.
ويهدف مهرجان ولي العهد للهجن إلى زيادة مستوى حضور السباقات الرياضية التراثية الأصيلة وتأصيل تراث الهجن وتعزيزه في الثقافة السعودية والعربية والإسلامية، إذ يعد المهرجان الأقوى من نوعه في المنطقة من حيث ضخامة الحدث وأعداد المطايا المشاركة بما يقارب 12 ألف مطية مشاركة جُلبت من مختلف مناطق المملكة ودول الخليج والوطن العربي.
وحظي مهرجان ولي العهد للهجن بمشاركة عربية كبيرة وتوافد أعداد كبيرة من ملاك الهجن الأصيلة ومحبي رياضتها من مواطني مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إضافة إلى مشاركة ملاك الهجن من جمهورية مصر العربية، والمملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية السودان، وليبيا.
ويأتي مهرجان ولي العهد للهجن في مرته الثانية داعمًا للحركة السياحية والاقتصادية بالمملكة بما يعزز المشاركة المجتمعية، ويؤصِّل الموروث، وينشر الوطنية، ويعكس العمق الحضاري للمملكة، ويواكب أهمية الحدث الذي يحمل اسم ولي العهد وطموحات ملاك الهجن ومحبي رياضتها على مستوى العالم.