مقالات

حمود الطوقي .. رؤية عمانية لقمم الرياض

بقلم-حمود الطوقي:thumb

زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية والتي هي أوَّل زيارة رسمية له منذ توليه مقاليد الحُكم تحمل في طياتها العديد من الدلالات، وتتضمن عددًا من الملفات التي ستكون الرياض محطة مهمة لمناقشة فحواها؛ إذ تتصدر مواجهة التَّطرف والإرهاب أهم هذه الملفات التي سيُناقشها الرئيس ترامب خلال القمة العربية الإسلامية التي ستُقام اليوم الأحد بالرياض بمشاركة نحو 50 بلدًا عربيًا وإسلامياً.

وتُعتبر الرياض التي استقبلت ترامب استقبالا شعبيًا ورسمياً هذه الزيارة تاريخية، حيث ستُعيد العلاقات التي تجمع بين المملكة وواشنطن والتي تعود إلى نحو 70 سنة. العلاقات بين واشنطن والرياض شهدت توترًا خلال السنوات الماضية وقد انتقد ترامب الرياض أثناء حملاته الانتخابية واعتبر أنّ السعودية يجب أن تدفع فاتورة هذه العلاقات مُقابل شراء المزيد من السلاح. في المقابل ترى الرياض أن الخلافات مع واشنطن أصبحت من الماضي ويجب تعزيز العلاقات بين البلدين على مختلف الأصعدة  ورسم خارطة طريق لتنمية العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في مختلف أقطار العالم.

وقد أشار صراحة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير خلال لقائه بالصحفيين أمس إلى أن اختيار الرئيس ترامب المملكة العربية السعودية لتكون بداية جولاته الخارجية يعكس الدور المحوري للمملكة في العالمين العربي والإسلامي.

وقد ذكر ذلك ترامب نفسه في خطابه عندما قال لمؤيديه: “أفتخر وأنقل لكم أن زيارتي الأولى كرئيس للولايات المتحدة ستكون للسعودية”، وهذا يعطي إشارة قوية للعالم أجمع إلى مدى الاحترام والتقدير الكبيرين اللذين تحظى بهما المملكة العربية السعودية.

يرى المُراقبون لهذه الزيارة أنَّها تعكس الرؤية الأمريكية لتحقيق صفقات بيع الأسلحة المتطورة، وتمثل ذلك في عقد صفقات وصلت إلى نحو 300 مليار دولار، ويرى المؤيدون لهذه الصفقات أنَّ توطين السلاح ضمن إستراتيجية ورؤية 2030 التي تتبناها المملكة العربية السعودية، في سبيل أن تكون أوَّل دولة عربية تمتلك مصانع أسلحة متطورة من المؤمل أن توفر ما يقارب 70 ألف وظيفة مُباشرة للسعوديين وهي جزء من التنمية.

قمة الرياض ستبحث أيضًا فرص جديدة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية والإسلامية المشاركة في القمة.

ولا شك أنَّ الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة ترامب هي المستفيدة من هذا التجمع العربي وستُعزز من وجودها وفتح أسواق للسماح للشركات الأمريكية بأن تهمين على أسواق المنطقة.

السعودية ومن خلال شراكتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية والتي تحتل من خلالها المرتبة الثانية عشرة في قائمة شركاء الولايات المُتحدة التجاريين ستعمل على حشد التواجد الأمريكي للاستحواذ على حصة أكبر للشركات الأمريكية في حين أعلنت شركة أرامكو أنَّها ستُبرم اتفاقية مع الولايات المُتحدة بمبلغ يصل إلى نحو 50 مليار دولار وتنظر أيضًا الشركات السعودية إلى النفط الصخري الأمريكي كأحد المقومات التي ستنعش الميزان التجاري بين البلدين.

من المهم أن تكون هذه القمة قمة استغلال الفرص ويجب على دول مجلس التعاون الخليجي أن تستفيد قدر الإمكان من هذا الحشد الكبير من الدول المشاركة خاصة وأن الدول الخليجية ستكون حاضرة في القمتين العربية الإسلامية الأمريكية والخليجية الأمريكية وأعتقد أن الفرصة أصبحت حاليا متاحة لدول المجلس للاستفادة من القمة لمناقشة التحديات التي تواجه دول المجلس وأهمية تفعيل الاتفاقيات الخليجية السابقة لتكون واقعية ويمكن تطبيقها على الواقع.

دول مجلس التعاون الخليجي عليها أن تستفيد من الاتفاقيات الثنائية الموقعة مع الولايات المتحدة الأمريكية على مدار السنوات الماضية وهذه فرصة لتطرح دول التعاون الخليجية هذه الاتفاقيات على طاولة الحوار لتتمكن من توجيه البوصلة إلى مصالحها مع الدول العربية والإسلامية وأيضا مع الولايات المتحدة الأمريكية.

هذه القمة التاريخية هي باختصار شديد قمة الحوار وقمة استغلال الفرص لتحقيق المصالح المشتركة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى