مقالات

“شبشب الحمام” .. وبدعة الماركات !

د. عبدالله المشوخي

– ذهب ابني إلى محل أحذية لشراء حذاء لابنته ، فوجد في المحل شبشب حمام ( ماركة ) قيمته أربعة آلاف ريال .
حب الفضول دفعني إلى زيارة المحل لرؤية هذا الشبشب الباهظ الثمن في نظري ، مع أن من عادتي أن لا أذهب إلى محلات الماركة .
ذهبت ووجدت كما ذكر ، تأملت في سعر شبشب الحمام ، وتذكرت أغنية تقول : يا شبشب الهنا يا ريتني كنت أنا ،
مع حفظ الحقوق كاملة للمغني .
فقلت للبائع : هل من مشتر لهذا الشبشب ؟
التفت إلى باستغراب وقال : نعم .
قلت : هل من مزايا لهذا الشبشب ؟
قال : هو ماركة.
قلت : اذن فهو لا يعالج حالتي الإمساك أو الإسهال .
ولا يدلك أخمص القدمين ، ولا يطرد الرائحة الكريهة من الحمام
الموظف في المحل كان في حالة ذهول من كلامي ، ولولا شيبتي لطردني من المحل .
– تفحصت في بقية الأسعار فوجدتها أغرب من الخيال ،

عندها تذكرت عبارة لوزير التجارة الفرنسي حول الماركات ، حيث قال :
*( الماركات أكبر كذبة تسويقية اخترعها الأذكياء لسرقة الأثرياء ، فصدق بريقها الفقراء ) .*

– هناك طبقة من الناس – لاسيما الأثرياء – مدمنة على شراء الماركات وذلك من أجل المباهاة وحب المظاهر ، وشعورهم بالتفوق على الآخرين والتميز .
– والمصيبة الكبرى قيام بعض الفقراء – لاسيما الزوجات – بتقليدهم مما يؤدي إلى إرهاق كاهل الزوج بالديون ، وتكون النتيجة الطلاق كما ذكر رئيس قسم الإصلاح الأسري في محاكم دبي ، حيث ذكر أن من الأسباب الرئيسة لقضايا الطلاق إدمان الزوجة على الماركات .
– لا شك أن هناك ماركات تستحق الشراء لجودتها واعتدال سعرها ، فهذا أمر معقول ، لكن أن نجد سلعة سعرها كسعر شبشب الحمام المذكور فهذا مما لم استوعبه ( وعذرا على محدودية استيعابي لمثل هذه اﻷسعار ) .
– حيث لم اتصور ان يعرض حذاء مرصع بالماس في دبي من قبل دار المجوهرات بقيمة مليون وثلاثمائة ألف دولار .

– حينها تذكرت مقولة والدي – رحمه الله – تيوس وحاملين فلوس .

*يا ليت من يتابع الماركات من أجل الفخر والمباهاة ، يتابعون أفضل العبادات والأذكار من أجل الفخر والاعتزاز والسرور بها يوم الوقوف بين يدي الله يوم القيامة يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم . *

اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان والإسراف والتبذير ..

 

image

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى