سياسة

تدابير تركية لمواجهة الانقلابات العسكرية واغلاق الكليات الحربية وانشاء جامعة للدفاع عن الامن القومي

 Üçlü Basın Toplantıs

جدة-سويفت نيوز:

في ثالث مؤتمر صحفي للمسئولين الاتراك في المملكة العربية السعودية خلال ايام قلائل منذ محاولة الانقلاب الفاشلة أعلنوا أن تركيا اتخذت عدة تدابير للتصدي لانصار فتح الله جولن عقب محاولة الانقلاب وتاتي في مقدمتها اغلاق الكليات العسكرية واغلاق جميع الاكاديميات الحربية و الكليات الحربية وانشاء جامعة للدفاع عن الامن القومي تحت وزارة الدفاع عن الامن القومي من قبل انتخاب وزير دفاع مدني. هذه الجامعة ستكون مسؤولة عن تعليم و تدريب الطواقم العسكرية.

وأوضح المسؤولون الاتراك في المؤتمر الصحفي الذي ضم كل من السفير صالح مطلو شن المثل الدائم للجمهورية التركية في منظمة العالم الاسلامي وفكرت أوزر القنصل العام التركي بجدة والسفير ليفينت ألر سفير تركيا في اليمن أن جميع قادة القوات من ضمنهم القوات البرية و الجوية و البحرية ستكون تابعة بشكل مباشر لوزارة الدفاع عن الامن القومي حيث كانت تتبع لرئاسة هيئة الاركان العامة
من قبل.

وأشاروا الى ضم قوات الدرك و الحرس الرئاسي كليا لوزارة الداخلية. ولايوجد علاقة هيكلية او مؤسسية بين قوات الدرك و الحرس الرئاسي و هيئة الاركان العامة.

وفي اطار التغييرات أصبح المجلس العسكري الاعلى الذي يقرر بترقيات و اقالات العسكريين يتألف من نيابة رئاسة الوزراء، وزير الدفاع عن الامن القومي، وزير الخارجية، وزير العدل، و ايضا رئيس هيئة الاركان العامة المشترك، رئيس القوات المسلحة. المجلس العسكري الاعلى يرأسه رئيس الوزراء و سيكون أغلبيته أعضاء سياسيين مدنيين. من قبل كان في المجلس العسكري فقط رئيس الوزراء و وزير الدفاع عن الامن القومي.

وقد أطلع المؤولون الاتراك الصحفيين  على التطورات الحالية التي تبعت محاولة الانقلاب
العنيفة في يوم 15 يوليو المدبرة من قبل فصيل يتبع منظمة فتح الله جولن الارهابية والمتسلسلة في القوات المسلحة التركية. هؤلاء الخونة تسللوا في الكليات العسكرية و القوات المسلحة التركية و ارتفعوا في مناصبهم بطرق غير قانونية و مؤامرات و استطاعوا ان يغطوا شبكتهم الاجرامية و دوافعهم بأبشع الطرق.

وقالوا ان الحكومة التركية لديها جميع الادلة والاعترافات و الاقرارات بان مجموعة فتح الله جولن الارهابية (فيتو) هي المسؤول المباشر عن محاولة الانقلاب الفاشلة و لكن كانت محاولة دامية. لدينا شهادات من قبل الاعضاء المشتبه بهم في الانقلاب بأنهم تلقوا اوامر من قبل هدا الشخص. في الواقع عندما قام هؤلاء المتآمرون باختطاف قائدهم الاعلى رئيس هيئة الأركان العامة، طلبوا بأن يتحدثوا بالهاتف مع زعيمهم فتح الله جولن. بلا أدنى شك فتح الله جولن هو العقل المدبر لهدا الانقلاب. لاكثر من 30 عام قام فتح الله جولن بتشيع اتباعه للتسلل في هياكل الدولة، من ضمنها العسكرية، شرطة الدرك و السلطة القضائية في تركيا. بالتالي تسللوا لجميع واجهات الدولة من ضمنها العسكرية التي نتجت عنها محاولة الانقلاب. أعضاء من الخلية النائمة التابعة لهده المجموعة الدينية الارهابية دبرت هدا الانقلاب والدي اودى بحياة 265 شخص أغلبهم مدنيين و اكثر من 2500 جريح.

قامت تركيا بتسليم أمريكا وثائق و ملفات تدعوا بها أمريكا لتسليم جولن ليعود الى تركيا و يواجه التهم بانه يراس منظمة فتح الله جولن الارهابية التي دبرت الانقلاب. و بأننا سلمنا أمريكا الملفات، ن
ؤمن بأن شريكنا الاستراتيجي الطويل المدى الناتو حلف الشمال الأطلسي، و الذي نتشارك معه نفس المبادئ المبنية على الديموقراطية و سلطة القانون. تسليم جولن لتركيا هو اقوى ما يتوقعه الشعب التركي من امريكا.

وأشار المسؤولون الاتراك أن منظمة فتح الله جولن ليست بمنظمة اجتماعية او دينية. و بعكس بعض المفاهيم و التصورات، فهم لديهم أتباع قليلون من ضمن الناس عامة، كما هو الظاهر في واقع الحال فجميع الاحزاب السياسية من اليمين الى اليسار و غالبية الصحافة و الاعلام الليبرالية و المحافظة و الغالبية العظمى للناس رفضوا و قاوموا و منعوا هذه لمحاولة الاجرامية الشنيعة للاستيلاء على الحكومة المنتخبة ديموقراطيا و على الدولة. ليس لديهم موقع قدم في السياسة التركية.

واتهموا منظمة جولن بالتسلل و التخفي و التآمر من خلال  تشكيل شبكة عالمية من المدارس والمنظمات الغير حكومية و الاعمال و تسللوا خفية في المكاتب الحكومية و بالنهاية قاموا بمحاولة الاطاحة بالحكومة الممنتخبة لإنشاء ديكتاتوريتهم. دعوني اشدد بان هذه الشبكة  الاجرامية لم تكن لتتوقف عن عمل اي اجراء او اختراق اي قانون او اي مبدا اسلامي او انساني لتحقق هدفهم المنشود. أيضا قاموا بتنظيم أنفسهم عالميا تحت نفس الغطاء و التخفي لتهدد دول اخرى عديدة.

قبل الانقلاب العسكري، قاموا بمؤمرات لتصفية زملاؤهم من العسكرية ليمكنوا عناصرهم
للدخول في القضاء و الشرطة و الدرك و الخدمة الخارجية. قاموا بتشكيل صحافة و مصارف و اعمال خيرية و مؤسسات تعليمية لتمويل و تحقيق هدفهم المنشود، كل هذا تحت غطاء قانوني و اظهار انفسهم بانهم حركة اجتماعية مسالمة. و لكن هدفهم الغادر و العنيف انكشف بشكل كامل في المحاولة الارهابية الاخيرة الانقلابية عندما قاموا بكل اجرام و لا مشاعر وبلا رحمة باستخدام الاسلحة والدبابات و الطائرات الحربية و المروحيات التي منحتهم اياها الدولة و الشعب ليدافعوا عن البلد. في الساعات الاولى للانقلاب قاموا بارسال فريق بجميع اعداداته ليقتل الرئيس و قاموا بمداهمة الفندق الذي غادر منه الرئيس مع عائلته قبل وصولهم. 11 عضوا من هؤلاء الخونة تم القبض عليهم احياء الليلة الماضية. قاموا باطلاق النار على رئيس الوزراء.

واشاروا الى ان اتباع جولن  اخطؤوا يتقييم قوة الشعب. فالديموقراطية محمية من قبل المواطنون البسطاء الذين تجمعوا في شوارع انقرة اسطنبول ارزوروم و مدن اخرى كثيرة ليوقفوا الدبابات و يقاوموا الانقلاب تحت القيادة الشجاعة والراسخة الممثلة بفخامة الرئيس اردوغان. خرجوا للشوارع لانهم واثقون بقائدهم الرئيس اروغان و لانهم يريدون أن يحموا الديموقراطية و مسقبل البلاد.

وقالوا ان الحكومة التركية بقيادة الرئيس أعلنت تحت الدستور التركي حالة الطوارئ لمدة 90 يوما للقيام بالاجراءات اللازمة. المئات من اتباع جولن ومعاونيه تم ايقافهم لروابط تجمعهم برجل الدين جولن- كما يدعو نفسه- و الذي يعيش في المنفى الاختياري في امريكا منذ 1999. سيحاكموا بما يتوافق
مع القانون. تركيا هي دولة ديموقراطية ولا تتنازل عن سلطة القانون، سيحاكموا و يعاقبوا وفقا للقانون.

تحت حالة الطوارئ، تم إقالة 3073 موظف عسكري من القوات المسلحة. و ما يقارب 18000 شخص عسكري و مدني و موظف حكومي قد تم اعتقالهم لتورطهم بالانقلاب.

و اوضحوا أن الاقالات الكثيرة في مؤسسات الدولة ليست باعتقالات. قد تم اقالة الاشخاص لعلاقاتهم بمنظمة فتح اله جولن الارهابية.

وأعربوا عن تقديرهم بشكل كبير لموقف المملكة العربية السعودية و الجمهورية اليمنية و الدول الاخرى في المنطقة و التي دعمت تدابير تركيا للمحافظة  على امنها و استقرارها.

وأكدوا أن تركيا الان اقوى… فسلطاتنا قامت بالسيطرة على الوضع و المحافظة على الامن في قمة الازمة. في اليوم التالي استطاعت تركيا بان تعيد الحياة لطبيعتها.

تركيا تحارب المجموعات الارهابية من ضمنها داعش و حزب العمال الكردستاني. من الضرورة القصوى على الدول بان تنضم للصفوف و تحارب بؤرة الارهاب. ان منظمة فتح الله جولن تشكل تهديد خطير.

ودعوا الأشقاء للاستمرار في زيارة تركيا. تركيا ستستمر في تطوير مشروعاتها بنفس القوة. مثلا، جسر يافوز سلطان سليم، الجسر الثالث فوق البوسفور سيتم افتتاحه قريبا. و نحن منفتحون لجميع الاسواق العالمية. اماكنيات تركيا تستمر لتكون قوية لتستقطب المستثمرون، بفضل التشريعات الصديقة للاستثمار و الاعمال.

و لضمان عدم حدوث محاولات انقلاب و للمحافظة على الانتصار التاريخي في دفاعهم عن الديموقراطية و الأمن و الاستقرار، قامت الحكومة التركية  حديثا بتبني قرارات ثورية تحت حالة الطوارئ بجعل القوات المسلحة والقوات العسكرية تحت سيطرة السياسة الديموقراطية. كل هذه التغييرات كان يطمح لها منذ محاولة الانقلاب عام 1960 والتي اطاحت بحكومة عدنان مندريس المنتخبة ديموقراطيا و قاموا بشنقه و وزرائه الاثنين، هذه الحادثة لم ينساها الشعب التركي.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى