مقالات

القيادة العصرية والعمل الخيري

بقلم د. جاسم الياقـوت

للقيادة دور محوري في توفير الرفاهية والرفعة والسمو لمختلف فئات المجتمع، حيث إن كل فئة من الفئات تحتاج

د . جاسم الياقوت إلى دور قيادي وتطمح من وراء هذا الدور إلى تحقيق الرفاهية المنشودة. وهذه القيادة تعتمد على جهد جماعي، ينطوي على نماذج متميزة للشراكة بين القطاعين العام والخاص والمنظمات غير الحكومية. ولمختلف هذه الجهات مسؤولية اجتماعية عليها تحقيقها، وبالتالي بذل الجهود، والتطرق إلى التحديات التي تواجهها في إنشاء مؤسسة مكرسة لاستكشاف ودعم البحوث حول الابتكار في مجال العمل الخيري.

إن الأفراد يخطئون في فهم معنى العمل الخيري حيث يعتقدون أنه يقتصر على التبرع بالأموال، في حين أن هذا المفهوم يشمل التبرع بالوقت أو الموهبة، وفي واقع الأمر فإن الأثر سيكون أكبر بكثير إذا تمكنا من الجمع بين كل ذلك بشكل فعال.

ومما لا شك فيه أن البعض قد يرث القيادة بينما البعض الآخر يكتسبها اكتسابا أو ربما ينتزعها انتزاعا بينما تأت

ي لبعض الناس من حيث لا يشعرون والصنف الأخير هذا قد يكون أكثر ارتباكا وفشلا.. بسبب المشكلات والتبعات التي تواجههم وتستغرقهم ولا يجدون منها فكاكا.

لكن القائد العصري بتنظيمه الفاعل هو ذلك الشخص الذي لا يميل إلى العمل كرئيس كبير ولا يحاول دائما أن يصور للآخرين أنه خبير ويعرف جميع الإجابات وكل الحلول ولا ذاك الذي يشعر الآخرين بأنه قادر على فعل كل المستحيلات لكنه ذلك القائد الذي يعتمد على حسن تفهم للواقع ويمارس قيادة مرنة ويساعد بقية الأعضاء على الاشتراك معه في القيادة والتعبير عن آرائهم والاشتراك معه في القرارات وإذا اقتضى الأمر فإنه يطلب منهم تولي زمام الأمر في أوقات معينة.

ويجب على القائد في مجال العمل الخيري أن يعكس الالتزام بالمسؤولية الاجتماعية والبيئية والإنسانية في المنهجية المتكاملة التي يستند إليها نطاق عمله مع الحرص على الدوام على المساهمة بفعالية في تحقيق تطوير حقيقي وتغيير إيجابي ضمن المجتمعات المحلية التي نعمل.

ومن الأهداف الأساسية للقائد في مجال العمل الانساني استقطاب المواطنين إلى العمل التطوعي وزيادة توعيتهم بالعمل الخيري وخدمة المجتمع المحلي بالدرجة الأولى وإيجاد البرامج المناسبة لهم. لذا من الضروري إيجاد وسيلة تخاطب لجميع الفئات العمرية بلغة العالم العصري التي يفهمونها ويجيدونها؛ لتصل بذلك أبسط الرسائل للجميع.

وبالتأكيد يمثل العمل الخيري قيمة إنسانية كبرى تتمثل في العطاء والبذل بكل أشكاله، فهو سلوك ح

ضاري لا يمكنه النمو سوى في المجتمعات التي تنعم بمستويات متقدمة من الثقافة والوعي والمسؤولية، فهو يلعب دورا مهما وإيجابيا في تطوير المجتمعات وتنميتها فمن خلال المؤسسات التطوعية الخيرية يتاح لكافة الأفراد الفرصة للمساهمة في عمليات البناء الاجتماعي والاقتصادي اللازمة كما يساعد العمل الخيري على تنمية الإحساس بالمسؤولية لدى المشاركين ويشعرهم بقدرتهم على العطاء وتقديم الخبرة والنصيحة في المجال الذي يتميزون فيه.

ولقد قامت الخدمات التطوعية الخيرية بلعب دور كبير في نهضة الكثير من الحضارات والمجتمعات ونشر الأفكار عبر العصور بصفتها عملا خاليا من الربح العائد وليست مهنة، بل هي عمل يقوم به الأفراد لصالح المجتمع ككل تأخذ أشكالا متعددة بدءا من الأعراف التقليدية للمساعدة الذاتية إلى التجاوب الاجتماعي في أوقات الشدة ومجهودات الإغاثة إلى حل النزاعات وتخفيف آثار الفقر ويشتمل المفهوم على المجهودات التطوعية المحلية والقومية وأيضا تلك التي توجه إلى خارج الحدود.

إن اغلب الدول المتقدمة تولي أهمية خاصة لهذه العلاقة الوثيقة بين العمل التطوعي والقدرة على زيادة فعالية الموارد الاقتصادية لهذا فانه يتم الاعتماد بشكل متزايد على العمل التطوعي من خلال استحداث قسم في اغلب المؤسسات والمنظمات يسعى إلى جذب الكفاءات المتعددة لتساهم بأوقات محددة بشكل تطوعي والاستفادة من خبراتهم خلال أوقات فراغهم وهناك العديد من المجالات والأنشطة التي يمكن للمتطوعين المساهمة فيها مما يزيد من معدل الرفاهية للجميع.

 

نقلا عن جريدة اليوم

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى