مقالاتمقالات وآراء

بلاتر.. إذا طاح الجمل كثرت سكاكينه

من هذا المثل الشعبي سوف أتناول مقالي عن هذه الشخصية الرياضية التي يقال عنها دكتاتورية او امبراطورية او ثعلبية أو خبير اقتصادي اداري سياسي. لقد أتاحت لنا الفرصة عن قرب للتعرف على هذه الشخصية الإدارية عندما نظمت المملكة العربية السعودية بطولة كأس العالم للشباب عام 1989م وكان ذلك الوقت يعمل سكرتيرا لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم. في ذلك الوقت جو هافيلانج وكان المذكور مشرفاً على مجموعة الدمام التي يرأسها المرحوم عبدالله الدبل ويساعده احمد الزامل ولقد عملنا معه وتعلمنا منه الكثير من التنظيمات في مجال كرة القدم وإدارة البطولات وأساليب العمل وإدارة المجموعات، ولم أتصور أن بلاتر سيكون في يوم من الأيام رئيساً للاتحاد الدولي. دارت الأيام سريعاً واستقال جو هافيلانج وتولى بلاتر عام 1998م الرئاسة وهو ثامن رئيس للاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا.

الكثير من المتابعين يجهلون سيرة بلاتر وخبرته وهو أحد خبراء الفيفا الذي عاش في دهاليزها وشغل العديد من المناصب في المجال الكروي العالمي لمدة 23 عاماً وعمل كمدير للبرامج التقنية ثم الامن العام ورئيس للفيفا عام 2002 ولقد ساهم في تطوير مجالات كرة القدم على مستوى العالم وأدخل العديد من التنظيمات والبطولات منها كأس العالم للأندية وكأس العالم للكرة الشاطئية وكأس العالم لكرة الصالات واستطاع ضم العديد من الاتحادات الى الفيفا ليصبح عددها 209 اتحادات وحرص كل الحرص على دعم الدول الفقيرة وتشجيعها على ممارسة كرة القدم لاعتبارها اللعبة الشعبية عالمياً. لقد استطاع ان يذهل العالم وان يكسب التحدي رغم الضربة العنيفة التي وجهتها السلطات القضائية السويسرية للاتحاد الدولي الفيفا بفضائح الفساد الإداري الذي طال سبعة من أعضاء الاتحاد قبل يومين من الانتخابات التي هزت الأوساط الرياضية العالمية.

استطاع الفوز وكسب الثقة العالمية على منافسيه بأغلبية كاسحة رغم المعارضة الشديدة والحملات الإعلامية الموجهة وكما نعلم لقد تعرض بلاتر الى ضغوط كثيرة لتقديم استقالته ومن ضمنها طرق رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ولكن السواد الأعظم الذي يخيم على الأوساط العالمية في كرة القدم وعلى ما يدور في فلك الاتحاد الدولي من فضائح الفساد التي شوهت جماليات ومنافسات وروعة وابداع عالم كرة القدم يجعلنا نتساءل عن أسباب استقالة بلاتر من منصبه الذي لم يستطع المواجهة وخصوصاً الزلزال الكبير الذي ضرب الفيفا بتوقيف سبعة اشخاص من قبل القضاء السويسري بناء على طلب القضاء الأمريكي واتهام اخرين بسبب ضلوعهم في رشاوى تصل الى نحو 150 مليون دولار.

وقد تواصلت تداعيات فضائح الفساد في أروقة الفيفا مع الزج باسم الأمين العام في تحويل 15 مليون دولار لحسابات مصرفية يملكها نائب رئيس الفيفا السابق الموقوف جاك وارتر. سارعت المنظمة الدولية بالإقرار بها ونفيها تورط الأمين العام. بالإضافة الى فضائح في جنوب افريقيا عام 2007 ومشروع الشباب في الكاريبي بقيمة 15 مليون دولار، ولقد ألمح الكثير من الخبراء والنقاد والإعلاميين والمحللين الى أن بلاتر اتخذ القرار عندما ادرك ان تصاعد فضائح الفساد التي تفاقمت عليه في عالم كرة القدم ستطاله ويشتبه بتورطه حيث لا يصدق العقل كل هذه الفضائح وهو اخر من يعلم هذا ما ستكشفه الأيام القادمة، ولقد اعلن الأمير علي بن حسين مرشحاً في الانتخابات الجديدة لرئاسة الفيفا وهنا علينا ان نقف قليلاً ونفكر بعقلانية وبصوت مرتفع وان نقول إن أمريكا وبريطانيا وفرنسا خلف سقوط امبراطورية بلاتر وهل ستوافق هذه الدول العظمي في كرة القدم على جلوس الأمير علي بن الحسين على عرش الفيفا. وانا على يقين سوف يظهر منافسون من مشاهير ونجوم كرة القدم العالمية أمثال بلاتيني وفيفو وبيليه وزيكو الذين سوف يسعون الى إعادة تنظيم جماليات كرة القدم وفق أعظم أساليب الشفافية والنزاهة والاحترام بما يحفظ حقوق الشعب وأبناء وعشاق كرة القدم بعد كشف المستور وسقوط الأقنعة.. طاح الجمل وكثرت سكاكينه.

  • خبير الشئون الإعلامية والعلاقات العامة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى