علوم

5 جوائز عالمية وبحوث واستشارات علمية بوحدة أبحاث النحل وإنتاج العسل بجامعة الملك خالد

أبها- واس :

تسعى الجامعات السعودية في ظل رؤية المملكة 2030 إلى تفعيل دورها العلمي بما ينعكس على المجتمع وتنميتها، إلى جانب أدوارها البحثية في تعزيز الاقتصاد المعرفي، ومن هذا المنطلق حرصت جامعة الملك خالد في منطقة عسير على مواءمة أدوارها العلمية والبحثية بما يخدم تنمية موارد المنطقة الطبيعية، من خلال إنشاء وحدة لأبحاث النحل وإنتاج العسل الذي تشتهر به منطقة عسير؛ بحكم مقوماتها الطبيعية وتنوعها الجغرافي.

وتتطلع الجامعة من خلال وحدة أبحاث النحل وإنتاج العسل -التي تم إنشاؤها بقرار معالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور فالح بن رجاء الله السلمي عام 1438هـ- إلى تحقيق التميز في مجال علوم النحل وتربيته ومنتجاته، بالإضافة إلى نشر الأبحاث العلمية المتخصصة وفق معايير عالمية يستفاد منها على المستوى المحلي والإقليمي.

وفي إطار تحقيق التميز في مجال اختصاص الوحدة حرصت الجامعة على تهيئة وتوفير العديد من الممكنات التي تلعب دوراً مهمًاً فيما يتعلق بالنحل وإنتاج العسل، من خلال إنشاء مركز بحثي يحتوي على أحدث الأدوات والأجهزة التي من شأنها خدمة البحث العلمي،إلى جانب تقنيات تحليل منتجات النحل والتقنيات الحيوية التي من شأنها تشخيص الأمراض والآفات، وتربية ملكات النحل وتلقيحها، بالإضافة إلى تجهيز منحل بحثي تطبيقي (ثابت ومتنقل) يضم مختبراً أكاديميًاً ومناطق خاصة بالباحثين والفنيين، وكذلك تجهيز 4 مختبرات تشمل مختبرَ تحليل منتجات النحل، ومختبرَ تشخيص أمراض النحل،ومختبرَ تربية الملكات،ومختبرَ إنتاج سم النحل.

وبيَّن مدير عام وحدة أبحاث النحل وإنتاج العسل الأستاذ الدكتور حامد آل غرامة، أن الوحدة تسعى إلى تحقيق عدد من الأهداف التي من شأنها تعزيز وتطوير تربية النحل وإنتاج العسل في المملكة العربية السعودية، وأولها تحقيق رؤية 2030 من خلال إجراء البحوث والاستشارات العلمية وتطوير جوانب الممارسة التطبيقية دعماً لمحور تعزيز الاقتصاد المعرفي، إضافة إلى تسجيل براءات اختراع في مجال صناعة أجهزة جديدة تسهم في إنتاج عسل ذي قيمة غذائية عالية وتحافظ على سلالة النحل المحلية وتنميتها، وكذلك نشر البحوث العلمية في المجلات والدوريات العلمية العالمية، وتحويل نتائج البحوث إلى منتجات وصناعات ذات قيمة تسهم في تنمية الاقتصاد الوطني، لافتاً النظر إلى أن من أبرز الأهداف أيضاً تحقيق التعاون مع المختبرات العالمية المتخصصة في تربية النحل وإنتاج العسل، فضلاً عن إجراء الدراسات العلمية على النباتات المستخدمة في إنتاج العسل وتغذية النحل، وتدريب وإرشاد النحالين وتنمية مداركهم العلمية؛لرفع قدراتهم المهنية.

وحول مشاريع الوحدة وشراكاتها البحثية يؤكد آل غرامة أن هناك عدداً من المشاريع والشراكات التي تقوم عليها الوحدة؛ من أبرزها:مشروع إنتاج عسل محلي ذي جودة عالية بكميات تجارية من منتجات عسل السدر، والسلم، والمجرى، والقتادة، وكذلك العسل الصيفي، وعسل الأزهار المعالج بتركيبة ماء زمزم، لافتاً الانتباه إلى أنه تم في هذا المشروع إبرام اتفاقية مع منصة محلية لبيع هذه المنتجات التي تحمل علامة الجودة (SASO) و(HACCP) و(ISO)، إضافة إلى مشروع علامة التميز، الذي تتضمن أبرز أهدافه القضاء على العسل غير المطابق للمواصفات (العسل المغشوش)، وحصر المصانع المهتمة بجودة العسل وتطوير أدائها، إضافة إلى تشجيع الصناعات التحويلية من منتجات العسل، والوصول بمنتجات العسل الوطنية للعالمية.

ولتحقيق دعم الاقتصاد المعرفي ومن منطلق المسؤولية المجتمعية؛ نفذت الوحدة 9 دورات تدريبية للمهتمين بالنحل ومنتجات العسل منذ انطلاق أعمالها، بهدف تحقيق ممكنات رؤية المملكة 2030 وإستراتيجية تطوير منطقة عسير، بما ينعكس على إيجاد فرص عمل خصوصاً في هذا المجال، من خلال تأهيل الشباب لمهنة تربية النحل ومنتجاته، بالتعاون مع وزارة البيئة والمياه والزراعة، وشركة أرامكو السعودية، وجمعيات النحالين السعودية، إضافة إلى تقديمها عدداً من الجلسات الاستشارية المجانية على مدار العام، والبرامج الإرشادية والتوعوية (مرئية ومسموعة) للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة.

وفي منطقة عسير أيضاً تعمل الوحدة على مشروع تحديد معايير العسل الذي يتناول ضمن أهدافه عمل خارطة للنباتات العاسلة بمنطقة عسير، إضافة إلى عمل أطلس لحبوب لقاح تلك النباتات، وتحديد الأصول النباتية لعسل النحل، كما تتضمن مشاريع الوحدة أيضاً مشروع الصناعات التحويلية لشمع النحل، ومشروع إنتاج ملكات منتجة والغذاء الملكي، ومشروع إنتاج حبوب اللقاح للنباتات من النحل، إضافة إلى مشروع إنتاج “البروبليس” المضاد الحيوي الطبي من النحل، ومشروع مراقبة أمراض النحل، ومشروع استخلاص الزيوت الطيارة من النباتات لمكافحة فراشة شمع العسل طبيعياً، كذلك مشروع تجارب الكشف المبكر عن سوسة النخيل الحمراء عبر المستقبلات الحسية والشمية للنحل، ومشروع إنتاج الإيثانول بواسطة استخدام العسل القديم غير الصالح للاستخدام البشري، ومشروع تصميم الخلية الذكية لرصد المؤشرات الحيوية للبيئة باستخدام الخلايا النحلية الإلكترونية، وذلك من خلال قيامها بمعرفة حركة النحل الداخل والخارج،وكذلك النحل الذي لا يعود إلى خلاياه؛ حفاظاً على المسار الطبيعي للنحل ورفع المستوى الصحي وحماية النحل من الآفات المبيدات؛ لزيادة الإنتاجية والتدخل البشري في حال وجود أي مشكلة.

ولم تقصر وحدة أبحاث النحل وإنتاج العسل جهودها على منطقة عسير فقط، بل قامت بنشر 150 بحثاً علمياً في مجلات علمية مصنفة عالمياً، ونشرت أيضاً 8 رسائل علمية بدرجتي الماجستير والدكتوراه، وكذلك سجلت الوحدة 3 براءات اختراع في مجال علوم النحل، فضلاً عن مشاركات الوحدة المتكررة في مهرجانات العسل حول المملكة، والتعاون مع الجمعيات التعاونية الخاصة بتربية النحل وإنتاج العسل، إضافة إلى الزيارات الميدانية لأسواق العسل في المملكة ودراسة حالتها الاقتصادية ومشكلاتها التسويقية في كل من عسير، وجدة، والباحة، والطائف، وكذلك تنفيذ زيارات ميدانية للأودية؛ بهدف حصر مشكلات المراعي النحلية، وزيارات ميدانية أخرى لمصانع وورش صناعة الخلايا محلياً ودولياً.

وبالإشارة إلى المشاركات الدولية حققت وحدة أبحاث النحل وإنتاج العسل بجامعة الملك خالد 5 جوائز عالمية، حيث حصلت الوحدة على المركزين الأول والثاني لأفضل عسل خلال مشاركتها في المؤتمر الدولي الثاني للجمعية العربية لتربية النحل، والمؤتمر الخامس عشر لجمعية النحالين الآسيوية خلال عام 2019م، كما حصلت على المركز الثالث لأفضل عسل بالمؤتمر الدولي الثاني (أفريكا بي إكسبو) الذي أقيم أيضاً في عام 2019م في تونس،إضافة إلى تحقيقها جائزتين في مسابقة باريس الدولية 2023م لأفضل عسل في العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى